ج ٤، ص : ٢٦٧
عباس قال كان الجلاس بن سويد بن الصامت ممن تخلف عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى غزوة تبوك وقال لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمير فرفع عمير بن سعد ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فحلف باللّه ما قلت فانزل هذه الآية فزعموا انه تاب وحسنت توبته ثم أخرج عن كعب بن مالك نحوه وكذا أخرج ابن إسحاق عنه وأخرج ابن سعد فى الطبقات نحوه عن عروة وكذا ذكر البغوي قول الكلبي قال نزلت فى جلاس بن سويد وذلك ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خطب ذات يوم بتبوك فذكر المنافقين فسماهم رجسا وعابهم فقال جلاس لئن كان محمد صادقا لنحن شر من الحمير فسمعه عامر بن قيس فقال أجل ان محمدا صلى اللّه عليه وسلم لصادق وأنتم شر من الحمير فلما انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة أتاه عامر بن قيس فاخبره بما قال الجلاس فقال الجلاس كذب يا رسول اللّه علىّ فامرهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان يحلفا عند المنبر فقام الجلاس عند المنبر بعد العصر فحلف باللّه الذي لا اله الا هو ما قاله ولقد كذب علىّ عامر ثم قام عامر فحلف باللّه الذي لا اله الا هو لقد قاله وما كذبت عليه ثم رفع عامر يديه إلى السماء وقال اللهم انزل على نبيك الصادق منا الصدق فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والمؤمنون أمين فنزل جبرئيل عليه السلام قبل ان يتفرقا بهذه الآية حتى بلغ فان يتوبوا يك خيرا لهم فقام الجلاس فقال يا رسول اللّه اسمع اللّه قد عرض علىّ التوبة صدق عامر بن قيس فيما قاله لقد قلته وانا استغفر اللّه وأتوب إليه فقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذلك منه ثم تاب وحسنت توبته وأخرج ابن أبى حاتم عن أنس بن مالك قال سمع زيد بن أرقم رجلا من المنافقين يقول والنبي صلى اللّه عليه وسلم يخطب ان كان هذا صادقا لنحن شر من الحمير فرفع ذلك إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فجحد القائل فانزل اللّه هذه الآية و
اخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان رجلين أحدهما من جهينة والآخر من غفار وكانت جهينة حلفاء الأنصار وظهر الغفاري على الجهني فقال عبد اللّه بن أبى الأوس انصروا أخاكم فو اللّه ما مثلنا ومثل محمد الا كما قال القائل سمن كلبك يا ذلك لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فسعى رجل من المسلمين إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فارسل إليه فسأله فجعل