ج ٤، ص : ٢٧٤
ينبعثوا معه وذلك فى الصيف فقال رجل يا رسول اللّه الحر الشديد ولا تستطيع الخروج فلا تنفر فى الحر فانزل اللّه تعالى قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا وقد اثرتموها بهذه المخالفة فيه استجهال لهم لأنه من يصون نفسه من مشقة ساعة ووقع بسبب ذلك فى مشقة أشد واغلظ الموبد كان أجهل من كل جاهل لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ (٨١) أى يعلمون قال البغوي كذلك هو فى مصحف ابن مسعود يعنى لو كانوا يعلمون ان ما بهم إليها أو انها كيف هى ما اختاروها بايثار الدعة على الطاعة قال محمد بن يوسف الصالحي جعل جد بن قيس وغيره من المنافقين يثبطون المسلمين عن الخروج وقال الجد لجبار بن منحر ومن معه من بنى سلمة لا تنفروا فى الحر رهادة فى الجهاد وشكافى الحق وارجافا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فانزل اللّه تعالى قل نار جهنم أشد حرا وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى حر شديد إلى تبوك فقال رجل من بنى سلمة لا تنفروا فى الحر فانزل اللّه قل نار جهنم أشد حرا الآية وأخرج البيهقي فى الدلايل من طريق ابن إسحاق عن عاصم بن عمر أبو قتادة وعبد اللّه بن أبى بكر بن حزم قال رجل من المنافقين لا تنفروا فى الحر فنزلت هذه الآية واللّه اعلم - قال اللّه تعالى.
فَلْيَضْحَكُوا أى المنافقون حين فرحوا بمقعدهم خلاف رسول اللّه قَلِيلًا يعنى ضحكا قليلا أو فى زمان قليل يعنى فى الدنيا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً فى الآخرة اخبار عما يؤل إليه حالهم فى الدنيا والآخرة أخرجه على صيغة الأمر للدلالة على انه حتم واجب والضحك والبكاء اما محمولان على الحقيقة أو هما كنايتين عن السرور والغم وجاز ان يكون المراد بيان حالهم فى الآخرة والمراد من القلة العدم جَزاءً مصدر فعل محذوف أى يجزون جزاء بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢) فى الدنيا أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله تعالى فليضحكوا قليلا قال الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤا فإذا انقطعت الدنيا وصاروا إلى اللّه فليستانفوا البكاء بكاء لا ينقطع ابدا وأخرج ابن ماجة وأبو يعلى والبيهقي وهناد عن أنس قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول يرسل البكاء على أهل النار فيكون حتى ينقطع الدموع ثم يكون الدم ثم توتى فى وجوههم كهيئة الأخدود ولو أرسلت فيها السفن لجرت وأخرج الحاكم وصححه عن عبد اللّه بن قيس ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ان أهل النار ليبكون