ج ٤، ص : ٢٧٩
اللّه عنكم وقال ابن عباس هم الذين تخلفوا العذر بإذن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ فى ارعاء الايمان يعنى المنافقين فعلى هذا التأويل الفريق الأول غير مسيئين والظاهر ان المراد بهؤلاء هم الأولون كذب الله المنافقين المعذرين بالباطل أو يقال المعذرون أعم من هؤلاء فان منهم من اعتذر بكسله لا لكفره قال أبو عمرو بن العلاء كلا الفريقين مسيئين قوم تكلفوا عذرا بالباطل وهم الذين عناهم اللّه عز وجل بقوله وجاء المعذرون وقوم تخلفوا من غير تكلف عذر فقعدوا جرأة على اللّه وهم المنافقون فاوعدهم اللّه تعالى بقوله سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ أى من الاعراب أو من المعذرين فان منهم من اعتذر بكسله لا لكفره عَذابٌ أَلِيمٌ (٩٠) أخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن ثابت رضى اللّه عنه قال كنت اكتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكنت اكتب براءة وانى لواضع القلم على اذنى إذ امر بالقتال فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينظر ما ينزل عليه إذ جاء أعمى فقال كيف بي يا رسول اللّه وانا أعمى فنزلت.
لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ قال ابن عباس يعنى الزمنى والمشايخ والعجزة وقيل الصبيان وقيل النسوان وَلا عَلَى الْمَرْضى العميان وغيرهم وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ لفقرهم حَرَجٌ أى ضيق فى القعود عن الغزو وما ثم إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ بالايمان والطاعة فى السر والعلانية كما يفعل الموالي والناصح أو بما يقدروا عليه فعلا وقولا يعود على الإسلام والمسلمين بالصلاح ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ وضع المحسنين موضع الضمير للدلالة على انهم منخرطون فى سلك المحسنين غير معاتبين مِنْ سَبِيلٍ إلى معاتبتهم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩١) لهم أو للمسى فكيف للمحسن قال البغوي قال قتادة نزلت فى عابد بن عمر وأصحابه وقال الضحاك نزلت فى عبد اللّه بن أم مكتون وكان ضرير البصر روى البخاري وابن سعد عن أنس وابن سعد عن جابر رضى اللّه عنهما ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما رجع من غزوة تبوك فدنا المدينة قال ان بالمدينة أقواما ما سرتم سيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم قالوا يا رسول اللّه وهم بالمدينة قال وهم بالمدينة حبسهم العذر.
وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ
عطف على الضعفاء أو على المحسنين قال ابن عباس سالوه ان يحملهم على الدواب


الصفحة التالية
Icon