ج ٤، ص : ٣٠٧
ثم ارتفع باكيا فبكينا لبكائه ثم اقبل علينا فتلقاه عمر فقال يا رسول اللّه ما الذي أبكاك فقد ابكاناها وأفزعنا فجاء فجلس إلينا فقال افزعكم بكائي قلنا نعم قال ان القبر الذي رايتمونى اناجى فيه قبر امنة بنت وهب وانى استأذنت ربى فى زيارتها فاذن لى فاستاذنته فى الاستغفار لها فلم يأذن لى ونزل علىّ ما كان للنبى والذين أمنوا معه ان يستغفر وللمشركين الآيتين فاخذنى ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذي أبكاني قال الحاكم هذا حديث صحيح ونعقبه الذهبي فى شرح المستدرك وقال أيوب بن هانى ضعفه ابن معين ومنها ما أخرج الطبراني وابن مردوية من حديث ابن عباس قال لما اقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من غزوة تبوك واعتمر هبط من ثنية عسفان فنزل على قبر امه فذكر نحو حديث ابن مسعود وفيه ذكر نزول الآية قال السيوطي اسناده ضعيف لا تعويل عليه وقال البغوي قال أبو هريرة وبريدة لما قدم النبي صلى اللّه عليه وسلم مكة اتى قبر امه امنة فوقف عليه حتى حميت الشمس رجاء ان يؤذن له فيستغفر لها فنزلت ما كان للنبى الآية هذه وكذا أخرج ابن سعد وابن شاهين من حديث بريدة بلفظ لما فتح رسول اللّه مكة اتى قبر امه فجلس فذكر نحوه وفى لفظ عند ابن جرير عن بريدة كما ذكر البغوي قال ابن سعد فى الطبقات بعد تخريجه هذا غلط وليس قبرها بمكة وقبرها بالأبواء وأخرج أحمد وابن مردوية واللفظ له من حديث بريدة قال كنت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم إذ وقفت على عسفان فابصر قبر امه فتوضأ وصلى وبكى ثم قال انى استأذنت ربى ان اشفعه لها فنهيت فانزل اللّه تعالى ما كان للنبى الآية هذه قال السيوطي طرق الحديث كلها معلولة وقال الحافظ ابن حجر فى شرح البخاري من حكم بصحة حديث ابن مسعود ليس لكونه صحيحا لذاته بل لوروده من هذه الطرق وقد تاملت فوجدتها كلها معلولة وفى الحديث علة اخرى انها مخالف لما فى الصحيحين ان هذه الآية نزلت بمكة عقب
موت أبى طالب وكذا ما ذكر البغوي قول قتادة انه صلى اللّه عليه وسلم قال لاستغفرن لابى كما استغفر ابراهيم لابيه فانزل اللّه ما كان للنبى الآية هذه مرسل ليس بصحيح بل ضعيف ومخالف لما فى الصحيحين كما ذكرنا فلا يجوز القول بكون أبوي النبي صلى اللّه عليه وسلم مشركين مسندى بهذه الآية وقد صنف الشيخ الاجل جلال الدين السيوطي رضى اللّه عنه رسائل فى اثبات ايمان أبوي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم