ج ٤، ص : ٣١٣
صلى اللّه عليه وسلم كن أبا خيثمة فقالوا واللّه هو أبو خيثمة فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اولى « ١ » لك يا أبا خيثمة ثم أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الخبر فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خيرا ودعا له بخير ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ تكرير للتاكيد أو أراد بالتوبة فى صدر الآية التوبة من اذن المنافقين فى التخلف وهاهنا من كيدودتهم زيغ القلوب أو المراد فى صدر الآية التوفيق للتوبة والانابة وهاهنا قبول التوبة أو للتبيه على انه تاب عليهم لاجل ما كابدوا من العسرة إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١١٦) قال البغوي قال ابن عباس من تاب اللّه عليه لم يعذبه ابدا يعنى على ذلك الذنب.
وَعَلَى الثَّلاثَةِ عطف على عليهم الَّذِينَ خُلِّفُوا أى تخلفوا عن غزوة تبوك وقيل خلفوا أى أرجى أمرهم عن توبة أبى لبابة وأصحابه وهؤلاء الثلاثة هم كعب بن مالك الشاعر ومرارة ابن الربيع وهلال ابن امية كلهم من الأنصار روى الشيخان فى الصحيحين واحمد وابن أبى شيبة وابن إسحاق وعبد الرزاق عن كعب بن مالك قال لم أتخلف عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى غزوة غزاها الا فى غزوة تبوك غير انى كنت تخلفت فى غزوة بدر ولم يعاقب اللّه أحدا تخلف عنها انما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يريد عير قريش حتى جمع اللّه بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليلة العقبة قلت يعنى ليلة العقبة الثالثة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب ان لى بها مشهد بدر وانكانت البدر اكثر ذكرا فى الناس منها كان من خبرى انى لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه فى تلك الغزوة واللّه ما اجتمعت عندى قبله راحلتان قط حتى جمعتها فى تلك الغزوة ولم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها وكان يقول الحرب خدعة حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى حر شديد واستقبل سفرا بعيدا وصفاوز وعدوّا كثيرا فجلّا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا اهبة غزوهم فاخبرهم بوجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كثير وعند مسلم يزيدون على عشرة آلاف وروى الحاكم فى اكليل عن معاذ قال
_________
(١) اولى لك كلمة تهديه من دنا إلى الهلاك ١٢.


الصفحة التالية
Icon