ج ٤، ص : ٣١٨
بتوبة اللّه علينا حين صلى صلوة الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبى مبشرون وركض الىّ رجل على فرس وعند محمد بن عمر هو زبير بن العوام وسعى ساع من اسلم قال وكان الصوت اسرع من الفرس فلما جاءنى الذي سمعت صوته وهو حمزة الأسلمي يبشرنى نزعت له ثوبىّ فكسوته إياه يبشراه وو اللّه ما املك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين من أبى قتادة كما عند محمد بن عمر فلبسته مما قال وكان الذي بشر هلال بن امية بتوبة سعيد بن زيد فما ظننت انه يرفع راسه حتى تخرج نفسه أى الجهد فقد كان امتنع من الطعام حتى كان يواصل الأيام صياما لا يفتر من البكاء وكان الذي بشر مرارة ابن الربيع بتوبة سلكان بن سلامة أبو سلامة بن وقش قال كعب وانطلقت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيتلقانى الناس فوجا فوجا يهنؤنى بالتوبة يقولون لتهنئك توبة اللّه عليك قال كعب حتى دخلت المسجد فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس حوله الناس فقام الىّ طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحنى وهنأنى واللّه ما قام الىّ رجل من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قلت يا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ا من عندك أم من عند اللّه قال لا بل من عند اللّه انكم صدقتم اللّه فصدقكم اللّه وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأنَّه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا رسول اللّه ان من توبتى ان انخلع من مالى كله صدقة إلى اللّه تعالى والى رسوله صلى اللّه عليه وسلم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم امسك عليك بعض مالك فهو خير لك قلت نصفه قال لا قلت فثلثه قال نعم قال فانى امسك سهمى الذي بخيبر وقلت يا رسول اللّه انما نجانى اللّه بالصدق وان من توبتى ان لا أحدث الا صدقا
ما بقيت فو اللّه ما اعلم أحدا من المسلمين أبلاه « ١ » اللّه فى صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم احسن مما ابتلاني ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى يومى هذا كذبا وانى لارجو ان يحفظنى اللّه تعالى فيما بقيت وانزل اللّه تعالى لقد تاب اللّه على النبي والمهاجرين والأنصار إلى قوله
_________
(١) أى أنعم الله عليه ١٢. [.....]


الصفحة التالية
Icon