ج ٤، ص : ٣٢٣
فانزل اللّه تعالى هذه الآية قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم تجدون الناس معادن كمعادن الذهب والفضة فخيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا رواه الشافعي وكذا روى الشيخان فى الصحيحين واحمد عن أبى هريرة وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم الناس رجلان عالم ومتعلم ولا خير فيما سواهما رواه الطبراني عن ابن مسعود واللّه اعلم وهذه الآية دليل على ان اخبار الآحاد حجة لأن عموم كل فرقة يقتضى ان ينفر من كل ثلثة تفردوا بقرية طائفة إلى التفقه لينذر فرقتها كى يتذكروا فيحذروا فلو لم يعتبر الاخبار ما لم يتواتر لم يفد ذلك اعلم ان الفقه فى الدين ينقسم إلى فرض عين وفرض كفاية فالفرض العين هو العلم بالعقائد الصحيحة ومن الفروع ما يحتاج إليه كل أحد كالطهارة والصلاة والصوم وكذلك كل عبادة أوجبها الشرع على الآدمي يجب عليه معرفة أحكامها مثل علم الزكوة إن كان له مال وعلم الحج ان وجب عليه وكذلك من المعاملات يجب معرفة احكام ما يتعاطى بها ويمارسها فيجب معرفة احكام البيع من الصحيح والفاسد والربوا للتجار والإجارات لمن يتاتى بها ونحو ذلك قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم رواه ابن عدى والبيهقي بسند صحيح عن أنس والطبراني فى الصغير والخطيب عن الحسن بن على والطبراني فى الأوسط عن ابن عباس وفى الكبير عن ابن مسعود وعند الخطيب عن على وفى الطبراني فى الأوسط والبيهقي عن أبى سعيد وزاد ابن عبد البر عن أنس وان طالب العلم يستغفر له كل شىء حتى الحيتان فى البحر وفى رواية واللّه يحب إغاثة اللهفان والفرض الكفاية وهو ان يتعلم الرجل كل باب من العلم حتى يبلغ درجة الفتوى فإذا قعد أهل بلد عن تعلمه عصوا جميعا وإذا قام من كل بلد واحد بتعلمه سقط عن الباقين وعليهم تقليده فيما يقع لهم من الحوادث وهو أفضل من كل عبادة نافلة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
سلم طلب العلم أفضل عند اللّه من الصلاة والصيام والحج والجهاد فى سبيل اللّه عز وجل رواه صاحب سند الفردوس عن ابن عباس وروى أيضا عنه طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة وطلب العلم يوما خير من صيام ثلثة ايام وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فضل العالم على العابد كفضلى على