ج ٤، ص : ٣٣٠
حين رجع إلى المدينة وقد مر قصة استسقائه صلّى اللّه عليه وسلم وروى محمد بن عمر ومحمد بن إسحاق انه ضلت ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وخرج الناس فى طلبها فقال زيد بن اللّصيب أحد بنى قينقاع كان يهوديا فاسلم ونافق وكان فى رجل عمارة بن حزم محمد يزعم انه نبى وهو يخيركم خبر السماء وهو لا يدرى اين ناقته فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وكان عمارة بن حزم عنده ان منافقا قال كذا واللّه انى لا اعلم الا ما علمنى اللّه وقد اطلعنى اللّه عليها وهى فى الوادي فى شعب كذا فذهبوا فجاؤا بها فاقبل عمارة على زيد يجافى عنقه ويقول أخرج يا عدو اللّه من رحلى فلا تصاحبنى قال ابن إسحاق فزعم بعض الناس ان زيدا تاب وقال بعض الناس لم يزل منافقا حتى هلك وفى تلك الغزوة ما روى مسلم عن المغيرة بن شعبة ذهاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قبل الفجر لحاجته فاسفر الناس حتى خافوا الشمس فقدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم وتوضأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وضاق كم جبته فاخرج يديه من تحت الجبة ومسح على خفيه وأدرك ركعة فصلى ركعة اخرى وسلم وقال أحسنتم صلوا الصلاة لوقتها وانه لم يتوف نبى حتى يؤمه رجل صالح من أمته وروى أحمد والطبراني انه صلّى اللّه عليه وسلم اردف سهيل بن بيضاء على رحله ورفع صوته يا سهيل ثلث مرات كل ذلك يقول سهيل لبيك حتى عرف الناس انه يريدهم فلما اجتمع الناس قال من شهد ان لا اله الا اللّه وحده لا شريك له حرمه اللّه على النار روى محمد بن عمرو أبو نعيم فى الدلائل انه عارض الناس حية عظيمة ذكر من عظمها وخلقها فاقبلت حتى واقفت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وهو على راحلته طويلا والناس ينظرون إليه فقامت قائمة فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم هذا أحد الرهط الثمانية من الجن الذين وفد والىّ يسمعون القرآن وهاهو ذا يقرأكم السلام فقال الناس جميعا وعليه السلام و
رحمة اللّه وبركاته روى أحمد برجال الصحيح عن حذيفة عن معاذ قال عليه السلام لكم ستاتون غدا إنشاء اللّه عين تبوك وانكم لن تأتوها حتى يضحى النهار فمن جاء فلا يمس من ماءها شيئا حتى اتى فجئناها وسبق إليه رجلان والعين مثل الشراك بتض « ١ » بشئ من ماء فسالهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئا
_________
(١) أى تسيل ١٢.