ج ٤، ص : ٣٣٤
الروم رناهم « ١ » ولم يكد وقال انما قلت ذلك لاعلم صلابتكم على دينكم وأمركم ثم دعا رجلا من عرب تجيّب كان على نصارى العرب قال ادع لى رجلا حافظا للحديث عربى اللسان ابعثه إلى هذا الرجل بجواب كتابه فجاءنى فدفع الىّ هرقل كتابا فقال اذهب بكتابي هذا إلى هذا الرجل فما سمعته من حديثه فاحفظ لى منه ثلث خصال هل يذكر صحيفته التي كتب بشئ وانظر إذا قرأ كتابى فهل يذكر الليل وانظر إلى ظهره هل فيه شيء يريبك قال فانطلقت بكتابه حتى جئت تبوكا فإذا هو جالس بين ظهرانى أصحابه محتبيا على الماء فقلت اين صاحبكم قيل هوذا فاقبلت امشى حتى جلست بين يديه فناولته كتابى فوضعه فى حجره ثم قال ممن أنت قلت انا من تنوخ قال هل لك فى الإسلام الحنيفة ملة أبيك ابراهيم قلت انى رسول قوم وعلى دين قوم حتى ارجع إليهم فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وقال انك لا تهدى من أحببت ولكن اللّه يهدى من يشاء وهو اعلم بالمهتدين يا أخا تنوخ انى كتبت كتابا إلى كسرى فمزقه وممزق ملكه وكتبت إلى النجاشي بصحيفة فمزقها واللّه ممزقه وممزق ملكه وكتبت إلى صاحبك بصحيفة فامسكها فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام فى العيش خير قلت هذه احدى الثلث التي أوصاني صاحبى بها فاخذت سهما من جعبتى فكتبتها فى جفن سيفى ثم ناول الصحيفة رجلا عن يساره قلت من صاحب كتابكم الذي يقرأ لكم قالوا معاوية فإذا فى كتاب صاحبى تدعونى إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين فاين النار فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم سبحان اللّه اين النهار إذا جاء الليل فاخذت سهما من جعبتى فكتبته فى جنب سيفى فلما فرغ من قراءة كتابى قال ان لك حقا وانك رسول اللّه فلو وجدت عندنا جائزة جوزناك بها انا سفر « ٢ » مرملون قال فناداه رجل من طائفة الناس انا أجوزه ففتح رحله فإذا هو بحلة صفراء فوضعها فى حجرى قلت من صاحب الجائزة قيل لى عثمان ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
سلم أيكم ينزل هذا الرجل فقال فتى من الأنصار انا فقام الأنصاري وقمت معه حتى إذا خرجت من طائفة المجلس نادانى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقال تعال يا أخا تنوخ فاقبلت أهوى حتى كنت فى مجلسى الذي كنت بين يديه فحل حبوته عن ظهره وقال هنا
_________
(١) من الرنى بضم الراء بمعنى الصعود ١٢.
(٢) سفر جمع سافر كركب وراكب ١٢.