ج ٤، ص : ٣٣٦
فاستلبه وقال خالد لاكيدر هل لك ان اجبرك من القتل حتى اتى بك رسول اللّه صلّى اللّه على ان تفتح لى دومة فقال أكيدر نعم فانطلق به خالد حتى أدناه من الحصن فنادى أكيدر اهله ان افتحوا باب الحصن فارادوا ذلك فابى عليهم فصاد أخو أكيدر فقال أكيدر لخالد تعلم والله انهم لا يفتحون لى رأونى فى وثاقك فخل عنى فلك اللّه والامانة ان افتح لك الحصن ان أنت صالحتنى على أهلي قال خالد فانى أصالحك فقال أكيدر ان شئت حكمتك وان شئت حكمتنى قال خالد بل نقبل منك ما أعطيت فصالحه على الفى بعير وثمانمأة راس وأربعمائة درع وأربعمائة رمح على ان ينطلق به وبأخيه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فيحكم فيهما حكمه فلما قضاه خالد على ذلك خلى سبيله ففتح باب الحصن فدخل خالد وأوثق مصادا أخا كيدر وأخذ ما صالح عليه من الإبل والرقيق والسلاح ولما ظفر خالد بأكيدر وبأخيه حسان أرسل خالد عمر بن امية الضميري إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بشيرا وأرسل معه قباء حسان قال أنس وجابر رأينا قباء حسان أخي أكيدر حين قدم به على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فجعل المسلمون يلمسون بايديهم ويتعجبون من هذا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ا تعجبون من هذا والذي نفسى بيده لمناديل سعد بن معاذ فى الجنة احسن من هذا ثم لما قبض خالد ما صالحه عزل للنبى صلّى اللّه عليه وسلم الصفي ثم خمس الغنائم ثم قسم الغنائم بين أصحابه قال أبو سعيد الخدري أصابني درع وبيضة وعشر من الإبل وقال واثلة أصابني ست فرايض « ١ » وقال عبد اللّه بن عمرو بن عوف كنا أربعين رجلا من بنى مزينة أصاب كل رجل خمس فرائض مع سلاخ ودرع ورماح قلت وتفاوت السهم بتفاوت القيمة ثم ان خالدا توجه إلى المدينة ومعه أكيدر ومصاد روى محمد بن عمر عن جابر قال رايت أكيدر حين قدم به خالد عليه صليب ذهب وعليه الديباج فلما رأى النبي صلّى اللّه عليه وسلم سجد له فاومى
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بيده لا لامرتين واهدى لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم هدية فيها كسوة قال ابن الأثير وبغلته وصالحه
_________
(١) فرائض جمع فريضة سمى به لأنه يوخذ فى فريضة الزكوة ثم اتسع حتى قيل فى غير الزكوة.