ج ٥، ص : ٧
ربّى فى اسماء أو فى الأرض فقد كفر - لأن الله يقول الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى - وعرشه فوق سمواته - وروى عنه انه قال من أنكر اللّه فى السماء فقد كفر - وقال الشافعي ان الله على عرشه فى سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وينزل كيف شاء - ومثل ذلك قال أحمد بن حنبل - وقال إسحاق بن راهويه انه اجمع أهل العلم انه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء وهو قول المزني والذهبي والبخاري وأبو داؤد والترمذي وابن ماجة وابن أبى شيبة وأبو يعلى والبيهقي وغيرهم من ائمة الحديث - وقال أبو زرعة الرازي ما ينبئ عن اجماع أهل السنة على ذلك - وقال عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ اتفقت الكلمة بين المسلمين ان الله فوق عرشه فوق سمواته - وقال سهل بن عبد اللّه التستري لا يجوز لمؤمن ان يقول كيف الاستواء لمن خلق الاستواء ولنا عليه الرضاء والتسليم لقول النبي صلى اللّه عليه وسلم انه تعالى على العرش - وقال محمد بن جرير حسب امرئ ان يعلم ان ربه الذي على العرش استوى فمن يجاوز ذلك فقد خاب وخسر وقال ابن خزيمة من لم يقر ان الله على عرشه استوى فوق سبع سمواته بائن من خلقه فقد كفر فيستتاب - فان تاب والا ضربت عنقه - وقال الطحاوي العرش والكرسي كما بيّن فى كتابه - وهو مستغن عن العرش وما دونه - محيط بكل شيء وفوقه - وقال الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري المتكلم فى كتاب اختلاف المضلين ومقالات الاسلاميين مقالة أهل السنة واصحاب الحديث جملته قولهم الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاء عن اللّه وما رواه الثقات عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - لا يردون من ذلك شيئا - وان اللّه على عرشه كما قال الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى - وله يدان بلا كيف كما قال خَلَقْتُ بِيَدَيَّ - وقال أبو نعيم فى الحلية طريقتنا طريقة السلف المتبعين الكتاب والسنة واجماع الامة ومما اعتقدوه ان اللّه لم يزل كاملا بجميع صفاته إلى ان
قال وان الأحاديث التي ثبتت فى العرش والاستواء عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكيف ولا تمثيل - وانه بائن من خلقه - وقال ابن عبد البر ان اللّه فى السماء على العرش من فوق سبع سموات كما قالت الجماعة - وقال الخطيب مذهب السلف إثباتها واجراؤها على ظواهرها ونفى الكيفية والتشبيه عنها - وقال امام الحرمين والذي ترضيه دينا - وتدين اللّه به عقيدة اتباع سلف الائمة وذهب ائمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها


الصفحة التالية
Icon