ج ٥، ص : ٣٩
والخفي والأخفى من دبيب النمل ومن الحسد والحقد والكبر والهوى والهلع وغير ذلك متصفا بمحاسن الأعمال والأخلاق - والصوفية العلية يسمون هذه الصفة بفناء النفس ويقولون حينئذ اسلم شيطانه أشار اللّه سبحانه إلى الوصف الأول بقوله.
الَّذِينَ آمَنُوا أى حقيقة الايمان فان الايمان محله القلب وكمال الايمان ان يطمئن قلبه بذكر اللّه لا يغفل عنه ساعة ولا يلتفت إلى غيره - « ١ » والى الوصف الثاني بقوله وَكانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) اللّه تعالى بإتيان أوامره وانتهاء نواهيه « ٢ » الظاهرة والباطنة - روى أبو داود عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان من عباد اللّه لا ناسا ما هم بانبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من اللّه - قالوا يا رسول اللّه تخبرنا من هم - قال هم قوم تحابون بروح اللّه على غير أرحام بينهم - ولا اموال يتعاطونها - فو اللّه ان وجوههم لنور وانهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرا أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ - وروى البغوي بسنده عن أبى مالك الأشعري نحو ذلك وكذا روى البيهقي فى شعب الايمان - أخرج ابن مردوية عن أبى هريرة قال سئل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن قول اللّه أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ قال الذين يتحابون فى اللّه وورد مثله من حديث جابر بن عبد اللّه أخرجه ابن مردوية - (فصل) فى اسباب حصول الولاية - وهذه المرتبة اعنى ولاية اللّه تعالى انما يستفاد بالانعكاس من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اما بلا واسطة أو بواسطة أو بوسائط ولا بد فيه من كثرة المجالسة مع المحبة والانقياد بالنبي صلى اللّه عليه وسلم - أو بمن ينوبه - فانهما يثمران محبة اللّه تعالى وانصباغ قلبه وقالبه ونفسه بصبغ قلب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقالبه ونفسه الّذي هو صبغة اللّه ومن احسن من اللّه صبغة وكثرة الذكر على وجه مسنون يؤيد ذلك الانعكاس لكونه موجبا لصقالة القلب المستوجب للانعكاس - قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لكل شيء صقالة وصقالة القلب
ذكر اللّه - رواه البيهقي
_________
(١)
هر كس كه ترا شناخت جان را چه كند فرزند وعيال وخان ومان را چه كند
ديوانه كنى هر دو جهانش بخشى ديوانه تو هر دو جهان را چه كند
- منه برد اللّه مضجعه
(٢) قال ابن عمر التقوى ان لا ترى نفسك خيرا من أحد - وقال المجدد للالف الثاني معرفة اللّه تعالى حرام على من يرى نفسه خيرا عن كافر الفرنج ١٢ منه برد اللّه مضجعه


الصفحة التالية
Icon