ج ٥، ص : ٧٠
وهو محمّد صلى اللّه عليه وسلم ومن يشبهه والمراد بالعمل ما يعم عمل الجوارح والقلب - أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردوية والحاكم فى التاريخ بسند رواه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال يعنى فى تفسير هذه الآية أيكم احسن عقلا وأورع من محارم اللّه واسرع فى طاعته فان احسن الأعمال اعمال القلوب وأحسنها حب اللّه والاشتغال بذكره والاستغراق فيه - فالمقصود من خلق السموات والأرض وجود أهل اللّه وفيه تحضيض على الترقي دائما فى مراتب العلم والعمل كما يدل عليه صيغة التفضيل وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا أى البعث أو القول به أو القرآن المتضمن لذكره إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) أى كالسحر فى الخديعة والبطلان وقرا حمزة والكسائي الّا ساحر على ان الاشارة إلى القائل والساحر كاذب مبطل - أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة قال لما نزلت اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ قال أناس ان الساعة قد اقتربت فتناهى القوم قليلا ثم عادوا إلى أعمالهم السوء فانزل اللّه أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ فقال أناس هذا امر اللّه قد اتى فتناهى القوم ثم عادوا إلى مكرهم السوء فانزل اللّه
وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ الآية - وأخرج ابن جرير عن ابن جريج مثله يعنى لأن أخرنا عنهم العذاب الموعود إِلى أُمَّةٍ أى إلى حين مَعْدُودَةٍ ساعاته - ذكر فى القاموس فى معانى أمة الحين - وقال البغوي أى إلى أجل معدود - واصل الامة الجماعة فكانّه قال إلى انقراض أمة ومجيء اخرى - وقال البيضاوي إلى جماعة من الأوقات معدودة أى قليلة لَيَقُولُنَّ أى الكفار استهزاء ما يَحْبِسُهُ أى ما يمنعه من الوقوع أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ العذاب فى علم اللّه كيوم بدر لَيْسَ ذلك العذاب مَصْرُوفاً عَنْهُمْ أى مدفوعا عنهم ويوم منصوب بمصروفا يعنى ليس العذاب مصروفا عنهم يوم يأتيهم وَحاقَ بِهِمْ أى أحاط بهم وضع الماضي موضع المستقبل تحقيقا ومبالغة فى التهديد ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨) أى العذاب الّذي كانوا يستعجلونه ويقولون استهزاء ما يحبسه فوضع يستهزءون موضع يستعجلون -
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ يعنى الجنس مِنَّا رَحْمَةً أى من نعمة صحة وأمن وجدة واللام فى لئن لتوطية القسم ثُمَّ نَزَعْناها أى سلبنا تلك النعمة مِنْهُ وجواب