ج ٥، ص : ٧٥
مبتدا حذف خبره والفاء للتعقيب والهمزة لانكار الحكم بمشابهة من هذا شأنه بهؤلاء المقصرين هممهم وافكارهم على الدنيا بعد العلم بان المقصرين ليس لهم فى الاخرة الّا النّار وهو الّذي اغنى عن ذكر الخبر - والتقدير أفمن كان على بيّنة من ربّه كمن كان يريد الحيوة الدنيا - والمراد بالموصول المؤمنون المخلصون ومن قال المراد به النبي صلى اللّه عليه وسلم عنى به الرسول صلى اللّه عليه وسلم واتباعه للعموم وجمعية اسم الاشارة إليه فى قوله أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ - أخرج أبو الشيخ عن أبى العالية وابراهيم النخعي فى قوله أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ قال ذلك محمّد صلى اللّه عليه وسلم وكذا أخرج ابن أبى حاتم وابن مردوية وأبو نعيم فى المعرفة عن على بن أبى طالب - والمراد بالبينة القرآن وَيَتْلُوهُ أى يقرأ ذلك البرهان شاهِدٌ مِنْهُ أى من اللّه تعالى وَمِنْ قَبْلِهِ أى من قبل نزوله كِتابُ مُوسى يعنى التورية شاهد من اللّه يصدق القرآن إِماماً كتابا مؤتما به فى الدين وَرَحْمَةً على المنزل عليهم وهما حالان من كتاب موسى - والمراد بالشاهد جبرئيل عليه السلام أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردوية من طرق عن ابن عباس أفمن كان على بيّنة من ربّه ويتلوه شاهد منه قال جبرئيل - فهو شاهد من اللّه يتلو من كتاب اللّه الّذي انزل على محمّد صلى اللّه عليه وسلم - ومن قبله تلا التورية على موسى كما تلا القرآن على محمّد صلى اللّه عليه وسلم - وكذا ذكر البغوي قول ابن عباس وعلقمة وابراهيم ومجاهد وعكرمة والضحاك واكثر أهل التفسير انه جبرئيل عليه السلام - وقال الحسن وقتادة هو لسان محمّد صلى اللّه عليه وسلم - يعنى يقرا ذلك البرهان الّذي عليه المؤمنون شاهد من اللّه وهو محمّد صلى اللّه عليه وسلم - ومن قبله كتاب موسى شاهد له - أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابى
حاتم والطبراني فى الأوسط وأبو الشيخ عن محمّد بن على بن أبى طالب قال قلت لابى ان الناس يزعمون فى قول اللّه تعالى وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ انك أنت الشاهد - فقال وددت انى انا هو ولكنه لسان محمّد صلى اللّه عليه وسلم - وأخرجه أبو الشيخ من طريق أبى نجيح عن مجاهد - وقيل يتلو من التلو بمعنى التبعية والشاهد ملك يحفظه والضمير فى يتلوه اما لمن أو للبينة باعتبار المعنى - ومن قبله كتاب موسى جملة مبتدئة - أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد أفمن كان على بيّنة من ربّه قال هو محمّد


الصفحة التالية
Icon