ج ٥، ص : ١٦٦
خمس سنين قبل ذلك وسبعا بعد قوله اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فكل ذلك اثنتا عشرة سنة - قلت قوله تعالى دَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ تدل على معية دخولهما دخوله لما ذكرنا - وإذا كان لبث الفتيين فى السجن ثلاثة ايام فلا يتصور لبث يوسف خمس سنة قبل ذلك القول واللّه اعلم - قال مالك بن دينار لما قال يوسف للساقى اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ - قيل له يا يوسف اتخذت من دونى وكيلا لاطيلن حبسك - فبكى يوسف وقال يا رب انسى قلبى كثرة البلوى فقلت كلمة ولا أعود - وقال الحسن دخل جبرئيل على يوسف فى السجن فلما راه يوسف عرفه فقال له يا أخا المنذرين ما لى أراك بين الخاطئين - فقال له جبرئيل يا طاهر بن الطاهرين يقرا عليك السلام رب العالمين ويقول لك اما استحييت منى ان استشفعت بالآدميين فوعزتى لالبثنّك فى السجن بضع سنين - قال يوسف وهو فى ذلك عنى راض قال نعم قال إذا لا أبالي - وقال كعب قال جبرئيل ليوسف ان اللّه يقول من خلقك قال اللّه - قال فمن حببك إلى أبيك قال اللّه - قال فمن انجاك من كرب البئر قال اللّه - قال فمن علمك تأويل الرؤيا قال اللّه - قال فمن صرف عنك السوء والفحشاء قال اللّه - قال فكيف استشفعت بادمى مثلك انتهى - وسيأتى فى حديث ابن عباس عند الطبراني قوله صلى اللّه عليه وسلم ولو لا كلمة يعنى من يوسف لما لبث فى السجن حيث يبتغى الفرج من عند غير اللّه عز وجل - فلما انقضت سبع سنين ودنا فرج يوسف راى ملك مصر الأكبر وهو ديان بن وليد عجيبة هالته وذلك انه راى سبع بقرات خرجن من البحر ثم خرج عقبهن سبع بقرات عجاف فى غاية الهزال فابتعلت العجاف السّمان - فدخلن فى بطونهن ولم ير منهن شيئا ولم يتبين على العجاف منها شيء - ثم راى سبع سنبلات خضر قد انعقد حبها وسبعا اخر يابسات قد استحصدت فالتوت اليابسات على الخضر حتّى غلبن عليها ولم يبق من خضرتها شيء - فجمع السحرة والكهنة والحازة والمعبرين وقصّ عليهم رؤياه كما
قال اللّه تعالى.
وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي
قرا نافع وابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء والباقون بإسكانها أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ استغنى عن بيان حالها بما ذكر من حال البقرات واجرى السمان على التميز دون


الصفحة التالية
Icon