ج ٥، ص : ١٨٠
لان يقتدى بهم غيرهم -.
وَلَمَّا دَخَلُوا مصر مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ أى من أبواب متفرقة قيل كانت أبواب المدينة اربعة فدخلوا من ابوابها ما كانَ يُغْنِي أى يدفع عَنْهُمْ رأى يعقوب واتّباعهم له مِنَ اللَّهِ أى من قضائه مِنْ شَيْ ءٍ أى شيئا مما قضى اللّه عليهم أو شيئا من الإغناء حتّى أخذ بنيامين وتضاعفت المصيبة على يعقوب صدّق اللّه يعقوب فيما قال إِلَّا حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ استثناء منقطع أى ولكن حاجة فى نفسه يعنى شفقته عليهم من ان يعاينوا قَضاها أى أظهرها فوصى بها وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ بالوحى أو نصب الحجج ولذلك قال وَما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْ ءٍ - أو لتعليمنا إياه - وقيل معناه انه لعامل بما علم - قال سفيان من لا يعمل بما يعلم لا يكون عالما - قيل انه لذو حفظ لما علمناه وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٦٨) ما يعلم يعقوب ا ولا يعلمون القدر وانه لا يغنى عن الحذر أو لا يعلمون الهام اللّه لاوليائه -.
وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ قالوا أخونا الّذي امرتنا ان نأتيك به قد جئناك به فقال أحسنتم وأصبتم وستجدون جزاء ذلك عندى - ثم أنزلهم فاكرم منزلهم - ثم أضافهم فاجلس كل اثنين منهم على مائدة - فبقى بنيامين وحيدا - فبكى وقال لو كان أخي يوسف حيّا لاجلسنى معه - فقال يوسف لقد بقي أخوكم هذا وحيدا فاجلسه مع نفسه على مائدته فجعل يواكله - فلما كان الليل امر لهم بمثل وقال ليم كل أخوين منكم على مثال فبقى بنيامين وحده فقال يوسف عليه السلام هذا ينام معى على فراشى - فبات معه فجعل يوسف يضمه إليه ويشم ريحه حتّى أصبح - وجعل روبيل يقول ما راينا مثل هذا - فلما أصبح قال لهم انى ارى هذا الرجل ليس معه ثان فما ضمّه الىّ فيكون منزله معى - ثم أنزلهم منزلا واجرى عليهم الطعام وآوى إِلَيْهِ أى ضم إلى نفسهأَخاهُ
لامه بنيامين وأنزله معه - فلما خلا به قال ما اسمك قال بنيامين قال ما بنيامين قال ابن المثكل (و ذلك انه لما ولد هلكت امه) قال وما اسم أمك قال راحيل بنت لاوى - قال فهل لك من ولد قال نعم عشرة - قال أتحب ان أكون أخاك بدل أخيك الهالك - قال بنيامين ومن يجد أخا