ج ٥، ص : ١٩٤
ما بلغ أبوك - فقال هشمنى وأفناني ما ابتلاني اللّه به من هم يوسف - فاوحى اللّه إليه يا يعقوب أتشكوني إلى خلقى - فقال يا رب خطيئة اخطأتها فاغفرها لى فقال قد غفرتها لك - وكان بعد ذلك إذا سئل الَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
- وروى انه قيل له يا يعقوب ما الّذي اذهب بصرك وقوّس ظهرك - قال اذهب بصرى بكائي على يوسف وقوّس ظهرى حزنى على أخيه - فاوحى اللّه إليه أتشكوني وعزتى لا اكشف ما بك حتّى تدعونى - فعند ذلك الَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
- فاوحى اللّه تعالى إليه وعزتى لو كانا ميّتين لاخرجتهما لك - وانما وجدت عليك انكم ذبحتم شاة فقام ببابكم مسكين فلم تطعموه منها شيئا - وان أحب خلقى الىّ الأنبياء ثم المساكين - فاصنع طعاما فادع عليه المساكين - فصنع طعاما ثم قال من كان صائما فليفطر الليلة عند ال يعقوب - وروى انه كان بعد ذلك إذا تغدى امر من ينادى من أراد الغداء فليأت يعقوب - وإذا أفطر امر من ينادى من أراد ان يفطر فليأت يعقوب - فكان يتغدى ويتعشى مع المساكين - وعن وهب بن منبه قال اوحى اللّه تعالى إلى يعقوب تدرى لم عاقبتك وحبست عنك يوسف ثمانين سنة - قال لا يا الهى قال لانك شوّيت عناقا وقترت على جارك وأكلت ولم تطعمه - وروى ان سبب ابتلاء يعقوب انه ذبح عجلا بين يدى امه وهى تخور - وقال وهب والسدى وغيرهما اتى جبرئيل يوسف عليهما السلام فى السجن فقال هل تعرفنى أيها الصديق - قال ارى صورة طاهرة ورائحة طيبة - قال انى رسول رب العالمين وانا الروح الامين قال ما أدخلك مدخل المذنبين وأنت أطيب الطيبين ورأس المقربين وأمين رب العالمين - قال الم تعلم يا يوسف ان اللّه يطهر البيوت بطهر النبيين وان الأرض الّتي يدخلونها اطهر الأرضين - وان اللّه قد طهر بك السجن وما حوله يا اطهر الطاهرين وابن الصالحين المخلصين - قال كيف لى باسم الصديقين وتعدنى من المخلصين الطاهرين وقد ادخلت مدخل المذنبين وسميت باسم الفاسقين قال جبرئيل لأنه لم تفتتن قلبك ولم تطع سيدتك فى معصية ربك - لذلك سماك اللّه فى الصديقين وعدّك من المخلصين وألحقك بآبائك الصالحين - فقال هل لك علم بيعقوب أيها الروح الامين قال نعم وهب اللّه له من الصبر الجميل وابتلاه بالحزن عليك فهو كظيم - قال فما قدر حزنه - قال حزن سبعين ثكلى - قال فماذا له من الاجر يا جبرئيل - قال اجر مائة شهيد - قال أفتراني ملاقيه قال