ج ٥، ص : ٢٠٠
بين يدى العير - وقال ابن عباس هو يهودا - قال السدىّ قال يهودا انا ذهبت بالقميص ملطّخا بالدم إلى يعقوب فاخبرته ان يوسف أكله الذئب - فانا اذهب اليوم بالقميص فاخبره انه حىّ - فافرّحه كما احزنته - قال ابن عباس حمله يهودا وخرج حافيا حاسرا يعدو ومعه سبعة ارغفة لم يستوف أكلها حتّى اتى أباه وكانت المسافة ثمانين فرسخا - وقيل البشير مالك بن وعر أَلْقاهُ القى البشير قميص يوسف عَلى وَجْهِهِ أى وجه يعقوب فَارْتَدَّ بَصِيراً فعاد بصيرا بعد ما كان أعمى وعادت قوته بعد الضعف وشبابه بعد الهرم قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي فتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأسكنها الباقون أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ « ١ » ما لا تَعْلَمُونَ (٩٦) من حيوة يوسف وان اللّه يجمع بيننا - وقيل إِنِّي أَعْلَمُ كلام مبتدا والقول لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ - وإِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ - قال البغوي روى انه قال للبشير كيف يوسف قال انه ملك مصر فقال يعقوب ما اصنع بالملك على أى دين تركته قال على الإسلام قال الان تمت النعمة.
قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (٩٧) أى سل اللّه مغفرة ما ارتكبنا فى حقك وحق ابنك انا تبنا واعترفنا بخطائنا.
قالَ يعقوب سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي فتح الياء نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون - قال اكثر المفسرين اخّر الدعاء إلى السحر - فانه ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر - يقول من يدعونى فاستجيب له من يسئلنى فاعطيه من يستغفرنى فاغفر له متفق عليه من حديث أبى هريرة عنه صلى اللّه عليه وسلم - فلما انتهى يعقوب إلى الموعد قام إلى الصلاة بالسحر فلما فرغ منها رفع يديه إلى اللّه عزّ وجلّ ثم قال اللهم اغفر لى جزعى على يوسف وقلة صبرى عنه واغفر لولدى ما أتوا إلى أخيهم يوسف فاوحى اللّه إليه انى قد غفرت لك ولهم أجمعين - وعن عكرمة عن ابن عباس سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ يعنى ليلة الجمعة - وقال وهب كان يستغفر لهم فى كل ليلة جمعة فى نيف وعشرين سنة - وقال طاءوس اخر الدعاء إلى السحر من ليلة الجمعة فوافق ليلة عاشوراء - وقال الشعبي قال سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي يعنى اسئل يوسف ان عفا عنكم استغفرت لكم ربى - فانّ عفو المظلوم شرط لمغفرة اللّه تعالى - وقيل اخر الدعاء إلى ان يتعرف حالهم فى صدق التوبة إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٩٨)
_________
(١) ليس فى الأصل من اللّه


الصفحة التالية
Icon