ج ٥، ص : ٢١٢
سورة الرّعد
مكيّة وآياتها ثلاث وأربعون ربّ يسّر وتمّم بالخير « ١ »
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الاضافة بمعنى من وأراد بالكتاب السورة أو القرآن وتلك اشارة إلى آياتها - أى تلك الآيات آيات السورة الكاملة أو القرآن وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ يعنى القرآن كله ومحله الجر عطفا على الكتاب عطف العام على الخاص ان كان المراد بالكتاب السورة - أو عطف احدى الصفتين على الاخرى ان كان المراد به القرآن وقوله الْحَقُّ خبر مبتدا محذوف أى هو الحق لا ريب فيه - أو محل الموصول الرفع بالابتداء والحق خبره - والجملة كالحجة على الجملة الاولى - فان قيل تعريف الخبر يدل على اختصاص المنزل بكونه حقّا - مع ان السنة والإجماع والقياس كل منها حق يفيد الحق - قلنا المراد بما انزل أعم من المنزل صريحا أو ضمنا مما نطق المنزل بحسن اتباعه وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١) لاخلالهم النظر والتأمل فيه - قال مقاتل نزلت فى مشركى مكة حين قالوا ان محمّدا صلى اللّه عليه وسلم تقوّله من تلقاء نفسه - فرد قولهم وبين دلائل توحيده -.اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ مبتدا وخبر - أو الموصول صفة والخبر يدبر بِغَيْرِ عَمَدٍ جمع عماد كاهاب وأهب أو عمود كاديم وآدم - يعنى أساطين حال من
_________
(١) الخطبة من الناشر -