ج ٥، ص : ٢٧٠
فى قبره سبعون ذراعا فى سبعين ثم ينوّر له فيه ثم يقال له نم فيقول ارجع إلى أهلي فاخبرهم - فيقولان نم كنومة العروس الّذي لا يوقظه الا أحب اهله إليه حتّى يبعثه اللّه من مضجعه ذلك - وان كان منافقا قال سمعت الناس يقولون قولا فقلت مثله لا أدرى فيقولان قد كنا نعلم انك تقول ذلك - فيقال للارض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتّى يبعثه اللّه من مضجعه ذلك - رواه الترمذي وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ (٢٧) من التوفيق والخذلان والتثبيت وتركه من غير اعتراض عليه - عن أبى الدرداء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال خلق اللّه آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فاخرج ذرية بيضاء كانهم الذر - وضرب كتفه اليسرى فاخرج ذرية سوداء كانهم الحمم - فقال للذى فى يمينه إلى الجنة ولا أبالي - وقال للذى فى كتفه اليسرى إلى النار ولا أبالي - وعن أبيّ بن كعب قال لو ان اللّه عذب أهل سمواته واهل ارضه عذبهم وهو غير ظالم لهم - ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم - ولو أنفقت مثل أحد ذهبا فى سبيل اللّه ما قبله اللّه منك حتّى تؤمن بالقدر وتعلم ان ما أصابك لم يكن ليخطيك وما أخطأك لم يكن ليصيبك - ولو متّ على غير هذا لدخلت النار - وقال ابن مسعود مثل ذلك وحذيفة بن اليمان مثل ذلك وزيد بن ثابت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مثل ذلك رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة -.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً أى شكر نعمته كفرا بان وضعوا مكانه أو بدلوا نفس النعمة كفرا - فانهم لما كفروا سلبت النعمة منهم فصاروا تاركين لها مختارين الكفر بدلها - روى البخاري فى الصحيح عن ابن عباس انه قال هم واللّه كفار قريش قال عمرو هم قريش ومحمّد صلى اللّه عليه وسلم نعمة اللّه - وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت هذه الآية فى الذين قتلوا يوم بدر يعنى أهل مكة خلقهم اللّه وأسكنهم حرما يجبى إليه ثمرات كل شيء - ودفع عنهم اصحاب الفيل وجعلهم قوام بيته ووسع عليهم أبواب رزقه بالفهم رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ - وبعث محمّدا صلى اللّه عليه وسلم رسولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ