ج ٥، ص : ٢٩٩
عنه الماء تشقق فإذا حرك تقعقع - وقال مجاهد هو الطين المنتن وقال هو من صلّ اللّحم وأصلّ إذا أنتن مِنْ حَمَإٍ طين تغير واسود من طول مجاورة الماء وهو صفة لصلصال أى كائن من حما مَسْنُونٍ (٢٦) مصور من سنة الوجه كان فى الأول ترابا فعجن بالماء فصار طينا فمكث فصار حما فخلص فصار سلالة فصور فصار مسنونا فيبس فصار صلصالا - وقال مجاهد وقتادة المنتن المتغير من سننت الحجر على الحجر إذا حككته به فان ما يسيل بينهما كان منتنا ويسمى سنينا - وقال أبو عبيدة هو المصبوب فهو كالجواهر المذابة نصب فى القوالب من السن وهو الصب يقول العرب سننت الماء أى صببته كأنَّه افرغ من الحمأ فصوّر منها تمثال انسان أجوف فيبس حتّى إذا نقر صلصل ثم غير ذلك طورا بعد طور حتّى سواه ونفخ فيه من روحه.
وَالْجَانَّ أريد به الجنس كما فى الإنسان لأن تشعب الجنس إذا كان من شخص واحد خلق من مادة واحدة كان الجنس باسره مخلوقا منها - وقال ابن عباس الجانّ أبو الجن كما ان آدم أبو البشر - وقال قتادة هو إبليس ويقال الجان أبو الجن وإبليس أبو الشياطين وفى الجن مسلمون وقاسطون ويحيون ويموتون وليس من الشياطين مسلم ويموتون إذا مات إبليس - وذكر وهب من الجن من يولد لهم ويأكلون ويشربون بمنزلة الآدميين ومن الجن من هم بمنزلة الريح لا يتوالدون ولا يأكلون ولا يشربون منصوب بفعل مضمر يفسره خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ أى قبل خلق آدم عليه السلام مِنْ نارِ السَّمُومِ (٢٧) أى من نار الحر الشديد النافذ فى المسام - قال البغوي السموم ريح حارة تدخل مسام الإنسان وتقتله - ويقال السموم بالنهار والحرور بالليل وعن الكلبي عن أبى صالح السموم نار لا دخان لها والصواعق تكون منها وهى نار بين السماء وبين الحجاب فإذا أحدث اللّه امرا خرّقت الحجاب فهوت إلى ما أمرت فالهدة الّتي يسمعون خرق ذلك الحجاب - وقيل نار السموم لهب النار - وقيل من نار السموم أى من نار جهنم - وعن الضحاك عن ابن عباس رضى اللّه عنهما قال كان إبليس من حى من الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم وخلقت الجن الذين ذكروا فى القرآن من مارج من نار فاما الملائكة خلقوا من النور.