ج ٥، ص : ٣٠٥
كان لا ينام حتّى يقرا تبارك وحم السجدة وقال الحواميم سبع وأبواب جهنم سبع - جهنم وحطمة ولظى وسقر والسعير والهاوية والجحيم قال يجيء حم السجدة منها يوم القيامة يقف على باب من هذه الأبواب فيقول اللهم لا يدخل هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرءونى وأخرج الثعلبي ان سلمان الفارسي لما سمع قوله تعالى وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ فى ثلاثة ايام هاربا من الخوف لا يعقل فجيء به إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فساله فقال يا رسول اللّه نزلت لهذه الآية وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ الآية فو الّذي بعثك بالحق لقد قطعت قلبى فانزل اللّه تعالى.
إِنَّ الْمُتَّقِينَ الذين لم يتبعوا الشيطان فى الشرك فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) لكل واحد منهم جنة وعين أو لكل واحد عدة منها - قرأ نافع وأبو عمرو وهشام وحفص عيون بضم العين حيث وقع والباقون بكسرها.
ادْخُلُوها على ارادة القول يعنى يقال لهم ادخلوا الجنات والعيون بِسَلامٍ أى سالمين أو مسلّما عليكم آمِنِينَ (٤٧) من الموت والآفات والخروج.
وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ أى حقد كان فى الدنيا والماضي هاهنا بمعنى المستقبل عبر به تنبيها على تحقق وقوعها - أخرج سعيد بن منصور وأبو نعيم فى الفتن وابن أبى شيبة والطبراني وابن مردوية عن على رضى اللّه عنه قال أرجو ان أكون انا وعثمان وطلحة والزبير منهم - قلت وذلك حين وقع الشر والفتنة بينهم حتّى قتل عثمان فى حرب الدار وطلحة والزبير يوم الجمل - وأخرج عبد اللّه بن أحمد فى زوائد الزهد عن عبد الكريم بن رشيد قال ينتهى أهل الجنة إلى باب الجنة وهم يتلاحظون تلاحظ النيران فإذا دخلوها نزع اللّه تعالى ما فى صدورهم من غل فصاروا إخوانا - أو المراد بالآية نزع التحاسد من صدور أهل الجنة على درجات الجنة ومراتب القرب إِخْواناً حال من ضمير فى جنت أو من فاعل ادخلوها أو من الضمير فى امنين أو من الضمير المضاف إليه والعامل هاهنا معنى الاضافة وكذا قوله عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٧) ويجوز ان يكونا صفتين لاخوان أو حالين من ضميره لأنه بمعنى متصافين وان يكون متقابلين حالا من المستقر فى على سرر أخرج هناد عن مجاهد فى هذه الآية قال لا يرى بعضهم قفا بعض - قال البغوي وفى بعض الاخبار ان المؤمن


الصفحة التالية
Icon