ج ٥، ص : ٣١٤
عن ثوبان ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ان اللّه أعطاني السبع الطوال مكان التورية وأعطاني المائين مكان الإنجيل وأعطاني مكان الزبور المثاني وفضلنى ربى بالمفصل - وقال طاءوس المراد بالمثاني القرآن كله بدليل قوله تعالى اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ سمى القرآن مثانى لأن الانباء والقصص ثنيت فيه فعلى هذا من للتبعيض والمراد بالسبع السور السبع - وقيل المراد بالسبع سبعة اسباع القرآن ومن المثاني القرآن كله فعلى هذا قوله تعالى وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧) من قبيل عطف أحد الوصفين على الاخر وعلى التأويلات السابقة من قبيل عطف الكل على البعض أو العام على الخاص -.
لا تَمُدَّنَّ يا محمّد عَيْنَيْكَ أى لا ترفع بصرك طمعا إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ من امتعة الدنيا أَزْواجاً أصنافا مِنْهُمْ أى من الكفار فانها مستحقرة بالاضافة إلى ما أوتيته من القرآن روى إسحاق بن راهويه فى مسنده من حديث عبد اللّه بن عمرو ابن العاص انه قال من اوتى القرآن فراى أحدا اوتى من الدنيا أفضل مما اوتى فقد صغّر عظيما وعظّم صغيرا - وقال البغوي روى ان سفيان بن عيينة تأول قول النبي صلى اللّه عليه وسلم ليس منا من لم يتغنّ بالقران أى لم يستغن به روى الحديث البخاري عن أبى هريرة واحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم عن سعد وأبو داود عن أبى لبابة عن عبد المنذر والحاكم عن ابن عباس وعائشة وروى البيهقي عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا تغبطن فاجرا بنعمة ان له عند اللّه قاتلا لا يموت ورواه البغوي بلفظ لا تغبطن فاجرا بنعمة فانك لا تدرى ما هو لاق بعد موته ان له عند اللّه قاتلا لا يموت - فبلغ ذلك وهب بن منبه فارسل إليه أبا داود الأعور فقال يا أبا فلان ما قاتلا لا يموت قال عبد اللّه بن مريم النار - وروى أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة والبغوي عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ان لا تزدروا نعمة اللّه عليكم وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ أى على الكفار بانهم