ج ٥، ص : ٣٥٣
والكشوث وكل ما يسكرو ما حرم من ثمره والخل والطعام - قال صاحب الهداية السّكر هو الّتي من ماء التمر أى الرطب - قال شريك بن عبد اللّه انه مباح بهذه الآية فان اللّه تعالى امتن علينا به وهو بالمحرم لا يتحقق ولنا اجماع الصحابة رضى اللّه عنهم على تحريمه والآية محمولة على الابتداء وكانت الاشربة مباحة كلها يعنى فى ابتداء الإسلام انتهى كلامه - وقال البغوي قال قوم السّكر الخمر والرزق الحسن الخل والربّ والتمر والزبيب قالوا وهذا قبل تحريم الخمر والى هذا ذهب ابن مسعود وابن عمرو سعيد بن جبير والحسن ومجاهد - وقال روى عن ابن عباس قال السكر ما حرّم من ثمرها والرزق الحسن ما احلّ - وقال أبو عبيدة السكر الطعم يقال هذا سكر لك أى طعم لك - وقال الشعبي السكر ما شربت والرزق الحسن ما أكلت - وروى العوفى عن ابن عباس ان السّكر هو الخل بلغة الحبشة - وقال بعضهم السّكر هو بلغة الحبشة النبيذ المسكر هو نقيع التمر والزبيب إذا اشتدوا لمطبوخ من العصير وهو قول الضحاك والنخعي - ومن يبيح شرب النبيذ ومن حرّمه يقول المراد الاخمار لا الاحلال واولى الأقاويل ان قوله تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً منسوخ انتهى كلام البغوي - وقال البغوي فى موضع اخر وجملة القول ان اللّه انزل فى الخمر اربع آيات نزلت بمكة وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً فكان المسلمون يشربونها وهى حلال لهم يومئذ ثم نزلت فى المدينة يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ثم نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى واخر الآيات نزولا ما فى المائدة وقد ذكرنا قصة نزول الآيات الاربعة فى سورة البقرة فى تفسير قوله تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ...
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٦٧) أى يستعملون عقولهم بالنظر والتأمل فى الآيات -.
وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أى ألهمها وقذف فى قلوبها أَنِ اتَّخِذِي ان مفسرة لأن فى الوحى معنى القول مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨) قرأ ابن عامر وأبو بكر بضم الراء والباقون بكسرها أى مما يجعلونه سقفا للبيت يستظل به أو يجعل للكرم واصل العرش السقف وذكر بحرف التبعيض لأنه لا يبنى فى كل جبل وكل شجرة وكل سقف أو كرم ولا فى مكان منها - وانما سمى ما تبنيه


الصفحة التالية
Icon