ج ٥، ص : ٣٦٥
لو لم يكن فى القرآن غير هذه الآية لصدق عليه انه تبيان لِكُلِّ شَيْ ءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ - قال البغوي قال أيوب عن عكرمة ان النبي صلى اللّه عليه وسلم قرأ هذه الآية على الوليد فقال له يا ابن أخي أعد فاعاد عليه فقال ان له واللّه لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمعذق وما هو قول البشر -.
وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ أى بميثاقه إِذا عاهَدْتُمْ أخرج ابن جرير عن بريدة قال نزلت الآية فى بيعة النبي صلى اللّه عليه وسلم وقال البغوي العهد هاهنا اليمين قال الشعبي العهد يمين وكفارته كفارة يمين وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ أى ايمان البيعة أو مطلق الايمان بَعْدَ تَوْكِيدِها أى توثيقها بذكر اللّه وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا شاهدا على تلك البيعة فان الكفيل مراع بحال المكفول به رقيب عليه والجملة حال إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (٩١) من الوفاء بالعهود أو نقضها وقال مجاهد نزلت الآية فى حلف الجاهلية ثم ضرب اللّه مثلا لنقض العهد فقال.
وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ متعلق بنقضت أى نقضت غزلها من بعد ابرامه وأحكامه فجعلته أَنْكاثاً جمع نكث وهو ما ينكث قتله أخرج ابن أبى حاتم عن أبى بكر ابن أبى حفص قال كانت سعيدة الاسدية مجنونة تجمع الشعر والليف فنزلت هذه الآية - وقال البغوي قال الكلبي ومقاتل هى امراة خرقاء حمقاء من قريش يقال لها ربطة بنت عمر بن سعد بن كعب بن زيد بن مناة بن تميم وتلقب بجعر وكانت بها وسوسة فكانت تخذت مغزلا بقدر ذراع واوصارة مثل الإصبع وفلكة عظيم على قدرها وكانت تغزل الغزل من الصوف والوبر والشعر وتأمر جواريها بذلك فكن يغزلن من الغداة إلى نصف النهار فإذا انتصف النهار تنقض جميع ما غزلن فهذا كان دأبها ومعنى الآية لا تكونوا كما كانت انها لم تكف عن العمل وبعد ما عملت لم تكف عن النقض فانتم اما ان لا تعهدوا واما ان توفوا إذا عاهدتم ولا تكونوا ان تعاهدوا كل مرة فتنقضوا العهود كلّما عاهدتم تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ حال من الضمير


الصفحة التالية
Icon