ج ٥، ص : ٣٧٤
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ آدمي وما هو من عند اللّه قال البغوي اختلفوا فى هذا البشر قال ابن عباس كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام وكان نصرانيّا أعجمي اللسان وكان المشركون يرون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخل عليه ويخرج فكانوا يقولون انما يعلمه بلعام - كذا أخرج ابن جرير فى مسنده بسند ضعيف عنه - وقال عكرمة كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يقرئ غلاما لبنى المغيرة يقال له يعيش وكان يقرا الكتب فقالت قريش انما يعلمه يعيش - وقال الفراء قال المشركون انما يتعلم من عايش مملوك كان لحويطب بن عبد العزى وكان قد اسلم وحسن إسلامه وكان أعجمي اللسان - وقال ابن إسحاق كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيما بلغني كثيرا ما يجلس عند المروة إلى غلام رومى نصرانى عبد لبعض بنى الحضرمي يقال له جبر وكان يقرا الكتب - وقال عبد اللّه بن مسلم الحضرمي كان لنا عبد ان من أهل عين باليمن يقال لاحدهما يسار ويكنى أبا فكيهة وجبر وكانا يصنعان السيوف بمكة وكانا يقران التورية والإنجيل فربما مر بهما النبي صلى اللّه عليه وسلم وهما يقران فيقف ويسمع - كذا أخرج ابن أبى حاتم من طريق حصين بن عبد اللّه ابن مسلم - قال الضحاك كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا أذاه الكفار يقعد إليهما فيستروح بكلامهما فقال المشركون انما يتعلم محمّد منهما فنزلت هذه الآية وقال اللّه تعالى تكذيبا لهم لِسانُ أى لغة الرجل الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ قرأ حمزة والكسائي بفتح الياء والحاء من المجرد والباقون بضم الياء وكسر الحاء من الافعال قال فى القاموس لحد إليه مال إليه كالتحد والحد مال وعدل يعنى يميلون إليه أى يشيرون إليه - أو المعنى يميلون قولهم عن الصدق والاستقامة إليه أَعْجَمِيٌّ غير فصيح بالعربية قال فى القاموس رجل وقوم أعجم والأعجم من لا يفصح
كالاعجمى والأخرس والعجمي من جنسه العجم وان افصح والعجم خلاف العرب وقال بعض المحققين العجمة خلاف الإبانة والإعجام الإبهام يقال استعجمت الدار إذا مات أهلها ولم يبق فيها عريب أى من يبين جوابا وَهذا أى القرآن لِسانُ لغة عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣) فصيح ذو بيان واضح والجملتان مستانفتان لابطال طعنهم


الصفحة التالية
Icon