ج ٥، ص : ٣٩٣
قط كان أوجع لقلبه منه فقال صلى اللّه عليه وسلم رحمة اللّه عليك أبا السائب فانك ما علمت ما كنت الا فعالا للخيرات وصولا للرحم ولو لا حزن من بعدك عليك لسرّنى ان أدعك حتّى تحشر من أفواج شتى - اما واللّه لأن ظفرنى اللّه بهم لامثلن منهم بسبعين مكانك فانزل اللّه تعالى هذه الآيات فقال صلى اللّه عليه وسلم بل نصبر وامسك عما أراد وكفّر عن يمينه - (فائدة) حديث أبيّ بن كعب يدل على تأخر نزول الآيات إلى الفتح وفى حديث أبى هريرة وابن عباس وعطاء بن يسار رضى اللّه عنهم نزولها بأحد - وجمع ابن الحصار بانها نزلت اولا بمكة ثم ثانيا بأحد ثم ثالثا بعد الفتح تذكيرا من اللّه لعباده - قال البغوي قال ابن عباس والضحاك رضى اللّه عنهم كان حكم هذه الآية قبل نزول براءة حين امر النبي صلى اللّه عليه وسلم بقتال من قاتله ومنع من الابتداء بالقتال فلما أعز اللّه الإسلام واهله ونزلت براءة وأمروا بالجهاد نسخت هذه الآية - وقال النخعي والثوري والسدى ومجاهد وابن سيرين رحمهم اللّه الآية محكمة نزلت فيمن ظلم بظلامة فلا يحل له ان ينال من ظالمه اكثر مما نال الظالم منه امر بالجزاء أو العفو ومنع من الاعتداء مسئلة المثلة لا يجوز اجماعا روى ابن إسحاق عن سمرة بن جندب رضى اللّه عنه قال ما قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى مقام قط ففارقه حتّى امر بالصدقة ونهى عن المثلة - وقد روى فى النهى عن المثلة أحاديث كثيرة واللّه اعلم - تم تفسير سورة النحل من التفسير المظهرى (و يتلوه ان شاء اللّه تعالى تفسير سورة بنى إسرائيل) ثانى رجب من السنة الثانية بعد المائتين والف (سنة ١٢٠٢) من الهجرة والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله واله وأصحابه أجمعين - تمت.