ج ٥، ص : ٤٠٣
فكربت كربا ما كربت مثله قط - فرفعه اللّه لى انظر إليه ما يسئلونى عن شيء الا انبأتهم به - وقد رايتنى فى جماعة من الأنبياء وإذا موسى قائم يصلى فإذا رجل ضرب جعد كانّه من رجال شنوة أشبه الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي - وإذا ابراهيم قائم يصلى أشبه الناس به صاحبكم (يعنى نفسه) فحانت الصلاة فاممتهم فلما فرغت من الصلاة قال لى قائل يا محمّد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه فالتفت إليه فبدانى بالسلام - وروى البخاري فى الصحيح قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليلة اسرى به لقيت موسى (قال فنعته) فإذا هو رجل (حسبته قال) مضطرب رجل الرأس كأنَّه من رجال شنؤة قال ولقيت عيسى (فنعته النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال) ربعة احمر كانّما خرج من ديماس يعنى الحمام ورايت ابراهيم وانا أشبه ولده به قال وأوتيت بانائين أحدهما فيه لبن والاخر فيه خمر فقيل لى خذ أيهما شئت فاخذت اللبن فشربته فقال لى هديت الفطرة أو أصبت الفطرة اما لو أخذت الخمر غوت أمتك - وفى الصحيحين عن جابر انه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لمّا كذّبنى قريش فى الحجر فجلى اللّه بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وانا انظر إليه وقد ذكرنا أحاديث اخر فيها قصة المعراج إلى السموات السبع وسدرة المنتهى فى سورة النجم.
قوله تعالى وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ التورية وَجَعَلْناهُ أى موسى أو الكتاب هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا ان مفسرة لفعل دل عليه الكتاب يعنى كتبنا وفيه معنى القول تقديره كتبنا إليهم أَلَّا تَتَّخِذُوا أو مقدر بحرف الجر يعنى لأن لا تتّخذوا وقيل ان زائدة والقول مضمر - قرأ أبو عمرو لا يتّخذوا بالياء التحتانية على الغيبة والباقون بالتاء الفوقانية على الخطاب مِنْ دُونِي وَكِيلًا (٢) ربّا تتوكلون عليه وتكلون إليه أموركم غيرى يا.
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ فى السفينة فانجيناهم - فيه تذكير لانعام اللّه عليهم فى إنجاء ابائهم من الغرق بحملهم مع نوح فى السفينة ذرية منصوب على الاختصاص أو النداءان قرئ لا تتخذوا بالتاء الفوقانية للخطاب أو على انه أحد مفعولى لا تتخذوا ومن دونى حال من وكيلا فيكون


الصفحة التالية
Icon