ج ٥، ص : ٤٠٥
دانيال عليهم واستولوا على من كان فيها من اتباع بخت نصر أو بان سلط داؤد على جالوت فقتله وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (٦) ممّا كنتم والنفير من ينفر مع الرجل من قومه - وقيل هو جمع نفر على وزن عبيد والنفر قوم مجتمعون للذهاب إلى العدو - فلما رد اللّه لهم الكرة عاد البلد احسن مما كان - قال اللّه تعالى.
إِنْ أَحْسَنْتُمْ بالطاعة أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ لأن ثوابه لها واللّه تعالى غنى عن طاعتكم وَإِنْ أَسَأْتُمْ بالفساد فَلَها ذكر اللام موضع عليها ازدواجا يعنى وبالها عليها فَإِذا جاءَ وَعْدُ أى وقت وعد عقوبة المرة الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ أى بعثناهم ليسوءوا وجوهكم أى يجعلوها بادية اثار المساءة فيها - حذف بعثنا هاهنا لدلالة ذكره اولا عليه - قرأ الكسائي ويعقوب « ١ » لنسوءا بالنون وفتح الهمزة على التكلم والتعظيم على وفق قضينا وبعثنا وقرا ابن عامر وحمزة وأبو بكر بالياء التحتانية وفتح الهمزة على صيغة الغائب الواحد أى ليسوءا اللّه وجوهكم أو ليسوءا الوعد أو البعث والباقون بالياء التحتانية وضم الهمزة على صيغة الجمع المذكر للغائب أى ليسوءوا العباد أولوا البأس الشديد وجوهكم - قال البغوي سلط اللّه عليهم الفرس والروم وخردوش وططيوس حتّى قتلوهم وسبوهم ونفوهم عن ديارهم وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ يعنى بيت المقدس ونواحيه كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا أى ليهلكوا ما عَلَوْا أى ما غلبوا واستولوا عليه أو مدة علوهم تَتْبِيراً (٧) قال البغوي قال محمّد بن إسحاق كانت بنوا إسرائيل فيهم الأحداث والذنوب وكان اللّه فى ذلك متجاوزا عنهم محسنا إليهم وكان أول ما نزل بهم بسبب ذنوبهم كما أخبر اللّه على لسان موسى عليه السلام ان ملكا منهم كان يدعى صديقه وكان اللّه تعالى إذا ملك الملك عليهم بعث معه نبيّا يسدّده ويرشده لا ينزل عليهم الكتب انما يؤمرون باتباع التورية والاحكام الّتي فيها فلما ملك ذلك الملك بعث اللّه معه شعيا بن امضيا وذلك قبل مبعث زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام - وشعيا
_________
(١) ويعقوب مع أبى عمرو - أبو محمّد