ج ٥، ص : ٤١٢
شيئا أصابه فانساه الّذي راى - فدعا دانيال وحنانيا وعزاريا وميشائيل وكانوا من ذرارى الأنبياء وسالهم عنها قالوا أخبرنا عنها نخبرك بتأويلها قال ما أذكرها ولان لم تخبرونى بها وبتأويلها لا نزعن أكتافكم - فخرجوا من عنده فدعوا اللّه وتضرعوا إليه فاعلمهم الّذي سالهم عنه فجاءوه فقالوا رايت تمثالا قدماه وساقاه من فخار وركبتاه وفخذاه من نحاس وبطنه من فضة وصدره من ذهب ورأسه وعنقه من حديد (قال صدقتم) فبينا أنت تنظر إليه قد أعجبك أرسل اللّه صخرة من السماء فدقّته فهى الّتي أنسيتها - قال صدقتم فما تأويلها قالوا تأويلها انك اريت ملك الملوك بعضهم كان ألين ملكا وبعضهم كان احسن ملكا وبعضهم كان أشد ملكا - الفخار أضعفه ثم فوقه النحاس أشد منه ثم فوق النحاس الفضة احسن من ذلك وأفضل والذهب أفضل واحسن من الفضة ثم الحديد ملكك فهو أشد وأعز مما كان قبله والصخرة الّتي رايت أرسل اللّه من السماء فدقّته هى يبعثه اللّه من السماء فيدق ذلك اجمع ويصير الأمر إليه - ثم ان أهل بابل قالوا لبخت نصر ارايت هؤلاء الغلمان الّذي كنا سالناك ان تعطينا ففعلت فانا قد أنكرنا نساءنا منذ كانوا معنا لقد راينا نساءنا انصرفت عنا وجوههن إليهم فاخرجهم من بين أظهرنا أو اقتلهم قال شأنكم بهم فمن أحب منكم ان يقتل من كان فى يده فليفعل - فلما قربوهم إلى القتل بكوا إلى اللّه وقالوا يا رب أصابنا البلاء بذنوب غيرنا فوعدهم اللّه ان يحييهم فقتلوا الا من استبقى بخت نصر منهم دانيال وحنانيا وعزاريا وميشائيل - ثم لما أراد اللّه هلاك بخت نصر انبعث فقال لمن فى يده من بنى إسرائيل ارايتم هذا البيت الّذي أخربت والناس الذين قتلت منهم فما هذا البيت - قالوا هذا بيت اللّه وهؤلاء اهله كانوا من ذرارى الأنبياء فظلموا وتعدّوا فسلطتّ عليهم بذنوبهم - وكان ربهم رب السموات والأرض ورب الخلق كلهم يكرّمهم ويعزّهم فلمّا فعلوا ما فعلوا اهلكهم
وسلط عليهم غيرهم - فاستكبر وظن انه بجبروته فعل ذلك ببني إسرائيل قال فاخبرونى كيف لى ان اطلع إلى السماء العليا فاقتل من فيها و
اتخذها ملكا فانى قد فرغت من ملك الأرض - قالوا ما يقدر عليها أحد من


الصفحة التالية
Icon