ج ٦، ص : ٨
يكون الرقيم بمعنى المرقوم أى المكتوب والرقم الكتابة - وحكى عن ابن عباس انه اسم للوادى الذي فيه كهفهم فعلى هذا هو من رقمة الوادي وهو جانبه - وقال كعب الأحبار هو اسم للقرية التي خرج منها اصحاب الكهف وقيل اسم للجبل الذي فيه الكهف وقيل اصحاب الرقيم قوم آخرون أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردوية عن النعمان بن بشير انه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحدث عن اصحاب الرقيم انهم ثلاثة نفر دخلوا إلى الكهف وأخرجه أحمد وابن المنذر عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ان ثلاثة نفر فيما سلف من الناس انطلقوا يرتادون « ١ » لاهلهم فاخذتهم السماء فأووا إلى الكهف فانحطت صخرة وسدت بابه - فقال أحدهم اذكروا أيكم عمل حسنة لعل اللّه يرحمنا ببركته - فقال واحد استعملت اجراء ذات يوم فجاء رجل وسط النهار وعمل بقيته مثل عملهم فاعطيته مثل أجرهم - فغضب أحدهم وترك اجره فوضعته في جانب البيت ثم مرّبى نفر فاشتريت به فصيلة فبلغت ما شاء اللّه - فرجع الىّ بعد حين شيخا ضعيفا لا أعرفه وقال ان لى عندك حقّا وذكره حتى عرفته فدفعتها إليه جميعا - اللّهم ان كنت فعلت ذلك لوجهك فاخرج عنا فانصدع الجبل حتى رأووا الضوء - وقال الاخر كانت لى فضيلة وأصاب الناس شدة فجاءتنى امراة فطلبت منى معروفا فقلت ما هو دون نفسك فابت ثم رجعت ثلاثا ثم ذكرت لزوجها - فقال أجيبي له واعينى عيالك فاتت وسلّمت الىّ نفسها - فلما تكشفتها وهممت بها ارتعدت فقلت مالك قالت أخاف اللّه فقلت خفتيه في الشدة ولم اخفه في الرخاء فتركتها وأعطيتها ملتمسها - اللهم ان كنت فعلته لاجلك فافرج عنّا فانصدع حتى تعارفوا - وقال الثالث كان لى أبوان هرمان وكانت لى غنم وكنت أطعمهما « ٢ » واسقيهما ثم ارجع إلى غنمى فحبسنى ذات يوم غنم فلم أرح حتى أمسيت فاتيت أهلي وأخذت محلبى فحلبت فيه ومضيت إليهما فوجدتهما نائمين - فشق علّى ان أوقظهما
فتوقفت جالسا ومحلبى على يدىّ حتى ايقظهما الصبح فسقيتهما - اللهم ان فعلته لوجهك فافرج عنا ففرج اللّه عنهم فخرجوا واللّه اعلم - ثم ذكر اللّه قصة اصحاب الكهف فقال.
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ يعني اذكر إذ أوى الفتية أى صاروا إِلَى الْكَهْفِ يقال أوى فلان إلى موضع كذا أى اتخذه منزلا - قال البغوي وهو غار في جبل
_________
(١) أى يطلبون لاهلها الكلاء والغيث ١٢ منه رح
(٢) وفي الأصل اطعمتهما واسقيتهما ١٢