ج ٦، ص : ٢١
وأجاز الكوفيون اعمال اسم الفاعل مطلقا قال مجاهد والضحاك الوصيد فناء الكهف وقال عطاء الوصيد عتبة الباب وقال السدى الوصيد الباب وهى رواية عكرمة عن ابن عباس قال اكثر أهل التفسير انه كان من جنس الكلاب - وروى عن ابن جريج انه كان أسدا ويسمى الأسد كلبا - فان النبي صلى اللّه عليه وسلم دعا على عتبة بن أبى لهب فقال اللّهم سلط عليه كلبا من كلابك فافترسه الأسد والاول المعروف قال ابن عباس كان كلبا انمر ويروى عنه فوق العلطى ودون الكردي وقال مقاتل كان أصغر وقال القرطبي كانت شدة صفرته تضرب إلى الحمرة وقال الكلبي لونه كالخليج وقيل لون الحجر - قال ابن عباس اسمه قطمير وعن على عليه السّلام اسمه زبان وقال الأوزاعي اسمه تقور وقال السدى ثور وقال كعب صهبا - قال خالد بن معدان ليس فى الجنة شىء من الدواب سوى كلب اصحاب الكهف وحمار بلغام - قال السدى كان اصحاب الكهف إذا انقلبوا انقلب الكلب معهم فإذا انقلبوا إلى اليمين كسر الكلب اذنه اليمنى ورقد عليها - وإذا انقلبوا إلى الشمال كسر اذنه اليسرى ورقد عليها لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ فنظرت إليهم يا محمد لَوَلَّيْتَ أى لهربت منهم فِراراً منصوب على المصدرية لأنه نوع من التولية أو على العليّة أو على الحال أى فارا وَلَمُلِئْتَ قرأ نافع وابن كثير بتشديد اللام والباقون بتخفيفها مِنْهُمْ رُعْباً أى خوفا برعب أى يملا صدرك قيل من وحشة المكان وقال الكلبي لأن أعينهم كانت مفتحة كالمستيقظ الذي يريد ان يتكلم - وقيل لكثرة شعورهم وطول اظفارهم وتقلبهم من غير حس ولا اشعار - وقيل ان اللّه منعهم بالرعب لئلا يدخل عليهم أحد وهو الصحيح المختار - يدل عليه ما روى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال غزونا مع معاوية رضي اللّه عنه غزوة المضيق نحو الروم فمررنا بالكهف الذي فيه اصحاب الكهف - فقال معاوية لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم فقال ابن عباس قد
منع ذلك من هو خير منك فقال لو اطّلعت عليهم لولّيت منهم فرارا - فلم يسمع معاوية وبعث ناسا فقال اذهبوا فانظروا - فلمّا دخلوا الكهف بعث اللّه عليهم ريحا فاحرقتهم - أخرجه ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم -.
وَكَذلِكَ أى كما أنمناهم فى الكهف وحفظنا أجسادهم من البلى على طول الزمان بَعَثْناهُمْ من تلك النومة الطويلة المشبهة بالموت اية على كمال قدرتنا لِيَتَسائَلُوا بَيْنَهُمْ أى ليتساءل بعضهم بعضا فيتعرفوا حالهم وما صنع اللّه بهم