ج ٦، ص : ٢٨
يدل عليه قراءة ابن مسعود - وقالوا لبثوا في كهفهم - ثم رد اللّه عليهم بقوله قل اللّه اعلم بما لبثوا - والاول أصح واما قوله قل اللّه اعلم بما لبثوا معناه ان الأمر في مدة لبثهم كما ذكرنا فان نازعوا في فيها فاجبهم قل اللّه اعلم منكم بما لبثوا وقد أخبر بمدة لبثهم - وقيل ان أهل الكتاب قالوا ان المدة من وقت دخولهم الكهف إلى زمن النبي صلى اللّه عليه وسلم وهذه - فرد اللّه عليهم وقال قل اللّه اعلم بما لبثوا يعنى بعد قبض أرواحهم إلى يومنا هذا مضى زمان اللّه اعلم به ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ قرأ حمزة والكسائي بالاضافة بغير تنوين على مائة - على وضع الجمع في التميز موضع المفرد كما في قوله الأخسرين أعمالا - قال الفراء من العرب من يضع سنين موضع سنة - وقرأ الباقون ثلاثمائة بالتنوين فسنين على هذا بدل من ثلاثمائة أو عطف بيان - أخرج ابن مردوية عن ابن عباس وابن جرير عن الضحاك قالا نزلت ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة فقيل يا رسول اللّه سنين أم شهورا فانزل اللّه تعالى سنين وَازْدَادُوا تِسْعاً (٢٥) قال الكلبي قالت نصارى نجران اما ثلاث مائة فقد عرفنا واما التسع فلا علم لنا به فنزلت.
قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا وقال البغوي روى عن علّى عليه السّلام انه قال عند أهل الكتاب انهم لبثوا ثلاث مائة سنة شمسية واللّه تعالى ذكر ثلاث مائة قمرية والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مائة سنة ثلاث سنين فيكون في ثلاث مائة تسع سنين فلذلك قال وازدادوا تسعا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يعنى مختص به تعالى ما غاب من غيره في السموات والأرض أَبْصِرْ بِهِ أى باللّه تعالى وَأَسْمِعْ ذكر كماله تعالى في الابصار والسمع بصيغة التعجب للدلالة على ان امره تعالى في الإدراك خارج عما عليه ادراك السامعين والمبصرين إذ لا يحجبه شيء - ولا يتفاوت دونه لطيف وكثيف وصغير وكبير وخفى وجلى ما لَهُمْ ما لاهل السموات والأرض مِنْ دُونِهِ أى من دون اللّه مِنْ وَلِيٍّ ينصرهم ويتولى أمرهم وَلا يُشْرِكُ قال البغوي قرأ ابن عامر لا تشرك بالتاء على الخطاب والنهى ولم يذكر الداني في التيسير خلاف ابن عامر - وقرأ الجمهور بالياء أى لا يشرك اللّه فِي حُكْمِهِ أى في قضائه أو في امره ونهيه أَحَداً (٢٦) منهم ولا يجعل لاحد فيه مدخلا - وقيل الحكم هاهنا بمعنى علم الغيب أى لا يشرك في علم غيبه أحدا - ثم لمّا دل اشتمال القرآن على قصة اصحاب الكهف من حيث انها من المغيبات بالاضافة إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم على انه وحي معجز - امره بان يداوم درسه ويلازم أصحابه فقال.
وَاتْلُ ما


الصفحة التالية
Icon