ج ٦، ص : ٣٢
الْأَنْهارُ
جملة أولئك استيناف لبيان الاجر - ويحتمل ان يكون هذا خبرا لانّ الاولى ويكون ان الثانية مع ما في حيزها اعتراضا - أو يكون هذا خبرا ثانيا يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ جمع اسورة أو أسوار في جمع سوار ومن للابتداء مِنْ ذَهَبٍ صفة لاساور ومن للبيان - والتنكير في أساور وذهب لتعظيم حسنها من الإحاطة به - أخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي بسند حسن عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لو ان ادنى أهل الجنة حلية عدلت بحلية أهل الدنيا جميعا لكان ما يحليه اللّه تعالى به في الاخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعا وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن كعب الأحبار قال ان للّه ملكا يصوغ حلى أهل الجنة من أول خلفه إلى ان تقوم الساعة - ولو ان حليّا أخرج من حلى أهل الجنة لذهب بضوء الشمس وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً أخرج ابن السنى وأبو نعيم كلاهما في طب النبي صلى اللّه عليه وسلم عن أنس قال كان أحب الألوان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الخضرة مِنْ سُنْدُسٍ وهو مارق من الديباج وَإِسْتَبْرَقٍ وهو ما غلظ منه - قال البغوي معنى الغلظ في ثياب الجنة أحكامه - وعن عمر الحربي قال السندس هو الديباج المنسوج بالذهب - أخرج النسائي والطيالسي والبزار والبيهقي بسند حسن عن ابن عمر قال قال رجل يا رسول اللّه أخبرنا عن ثياب أهل الجنة....
اخلق يخلق أم سيج يسج - فضحك بعض القوم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ممّ نضحكون من جاهل يسئل عالما - ثم قال بل ينشق عنها ثم الجنة مرتين - وأخرج البزار وأبو يعلى والطبراني من حديث جابر بسند صحيح عن أبى الخير مرثد بن عبد اللّه قال في الجنة شجرة ينبت السندس يكون ثياب أهل الجنة مُتَّكِئِينَ فِيها أى في الجنة خص بالذكر هيئة الاتكاء لكونها هيئة المتنبعين والمملوك على الاسرة عَلَى الْأَرائِكِ وهى السر في الحجال واحدتها اريكة - أخرج البيهقي عن ابن عباس في هذه الآية قال لا يكون الأرائك حتى يكون السرير في الحجلة - فان كان سرير بغير حجلة لا تكون اريكة وان كان حجلة بغير سرير لا تكون اريكة فإذا اجتمعا كانت اريكة وأخرج البيهقي عن مجاهد قال الأرائك من لؤلؤ وياقوت نِعْمَ الثَّوابُ أى نعم الجزاء الجنة ونعيمها وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (٣١) أى حسنت الجنات مجلسا ومقرّا - أو حسنت الأرائك متكا.
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ الآية - قال البغوي قيل نزلت في أخوين من أهل مكة من بنى مخزوم أحدهما مؤمن وهو أبو سلمة


الصفحة التالية
Icon