ج ٦، ص : ٥٥
بأسكانها - قال قتادة النّكر أعظم من الأمر لأنه حقيقة الهلاك وفي خرق السفينة كان خوف الهلاك وقيل الأمر أعظم لأنه كان فيه تغريق جمع كثير -.
قالَ الخضر أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ قرأ حفص بفتح الياء والباقون بإسكانها صَبْراً (٧٥) زاد فيه لك مكافحة بالعتاب على رفض العهد مرتين.
قالَ له موسى إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْ ءٍ بَعْدَها أى بعد هذه المرة فَلا تُصاحِبْنِي أى فارقنى - قرأ يعقوب « ١ » فلا تصحبنى بغير الف من الصحبة قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي قرأ نافع وأبو جعفر بضم الدال وتخفيف النون وأبو بكر « ٢ » بإسكان الدال وإشمامها الضم وتخفيف النون والباقون بضم الدال وتشديد النون يعنى من عندى عُذْراً (٧٦) خالفتك ثلاث مرات روى مسلم عن أبى بن كعب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رحمة اللّه علينا وعلى موسى (و كذا إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه) لو لا انه عجل لرأى العجب ولكنه اخذه من صاحبه « ٣ » ذمامة فقال ان سالتك عن شيء بعدها فلا تصحبنى قد بلغت « ٤ » منّى عذرا - وروى ابن مردوية بلفظ رحم اللّه أخي موسى استحيا فقال ذلك لو لبث مع صاحبه لا بصرا عجب الا عاجيب.
فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ قال ابن عباس يعنى انطاكية وقال ابن سيرين هى الايكة « ٥ » وهى ابعد الأرض من السماء وقيل برقة وقال البغوي عن أبى هريرة بلدة بالأندلس - اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما قال البغوي قال أبى بن كعب عن النبي صلى اللّه عليه وسلم حتى أتيا أهل قرية لئام فطافا في المجالس فاستطعماهم فلم يطعموها واستضافاهم ولم يضيفوهما قال قتادة شر القرى الّتي لا تضيف الضيف - قال البغوي وروى عن أبى هريرة قال اطعمتهما امراة من أهل بربر بعد ان طلبا من الرجال فلم يطعموهما - فدعا لنسائهم ولعناد جالهم فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ أى يسقط وهذا من مجاز الكلام لأن الجدار لا ارادة له وانما معناه قرب ودنا من السقوط كما يقول العرب دارى تنظر دار فلان إذا كانت تقابلها فَأَقامَهُ قال البغوي روينا عن أبى بن كعب عن النبي صلى اللّه
_________
(١) والصحيح الثابت المقرو من يعقوب باتفاق الطرق كالجمهور بإثبات الالف بعد الصاد وكسر الحاء الا ما انفرد به هبة اللّه عن المعدل عن روح بفتح التاء واسكان الصاد وفتح الحاء من غير الف وهو غير ماخوذ لردح واما رويس فلم يذكر عنه خلاف بوجه من الوجوه أبو محمد عفا عنه.
(٢) قرأ أبو بكر هاهنا بالوجهين الأول بإسكان الدال مع الإشمام وتخفيف النون كاول السورة وهو الّذي في التيسير والشاطبيه والكافي والتذكرة وجمع الكتب - والثاني باختلاس ضمة الدال مع تخفيف النون والوجهان في جامع البيان وغيره وبالوجهين قرانا وبهما تأخذ - أبو محمد. [.....]
(٣) اخذه من صاحبه عامة أى حياء واشفاق من الذم واللوم ١٢ منه رح.
(٤) وفي القرآن من لدنّى - أبو محمد عفى عنه.
(٥) هكذا في الأصل وقال ابن كثير والبغوي إنها الايلة وقال في مجمع البحار بضم الهمزة وباء وشده لام بلد قرب البصرة ١٢ الفقير الدهلوي -