ج ٦، ص : ٦٣
كانه أخذ بقرني الشمس - وقيل لأنه كان له ذوابتان حسنتان وقيل لأنه كان له قرنان تواديهما العمامة قلت وكذا أخرج ابن عبد الحكم عن يونس بن عبيد ونحوه الشيرازي في الألقاب عن قتادة وروى أبو الطفيل عن علىّ عليه السلام انه قال سمى ذا القرنين لأنه امر قومه بتقوى اللّه فضربوه على قرنه الايمن فمات فبعثه اللّه يعنى أحياه ثم أمرهم بتقوى اللّه فضربوه على قرنه الأيسر فمات فأحياه اللّه - انتهى كلام البغوي - وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبى الورقاء قال قلت لعلى بن أبى طالب رضى اللّه عنه ذو القرنين ما كان قرنا لا قال لعلك تحسب ان قرنيه ذهب أو فضة كان نبيّا فبعثه اللّه إلى ناس فدعاهم إلى اللّه تعالى فقام رجل فضرب قرنه الأيسر فمات ثم بعثه اللّه يعنى أحياه ثم بعثه اللّه إلى ناس فقام رجل فضرب قرنه الايمن فمات فسماه ذا القرنين قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ خطاب للسائلين مِنْهُ أى من حال ذى القرنين وقيل من اللّه تعالى ذِكْراً (٨٣) أى خبرا.
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ أى مكنا امره من التصرف فيها كيف شاء - قال البغوي قال على عليه السلام سخر له السحاب فحمله عليها ومد له الأسباب وبسط له النور كان الليل والنهار عليه سواء فهذا معنى تمكينه في الأرض وهو انه سهل عليه السير فيها وذلل له طرقها - وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ اراده وتوجه إليه وقيل معناه أعطيناه من كلّ شيء يحتاج إليه الخلق وقيل من كل ما يستعين به الملوك على فتح المدن ومحادبة الأعداء سَبَباً (٨٤) يوصل إليه من العلم والقدرة والآلات - قال البغوي قال الحسن أى بلاغا إلى حيث أراد - وقيل معناه قرّبنا إليه أقطار الأرض.
فَأَتْبَعَ قرأ أهل الحجاز والبصرة فاتّبع ثمّ اتّبع في الثلاثة بهمزة الوصل والتشديد من الافتعال والباقون بقطع الالف وسكون التاء من الافعال - قال البغوي قيل معناهما واحد والصحيح الفرق بينهما فمن قطع بالهمزة فمعناه أدرك وو لحق ومن قرء بالتشديد فمعناه سار يقال ما زلت اتّبعته حتى اتبعته أى ما ذلت سرت خلفه حتّى لحقته وكذا روى عن الأصمعي سَبَباً (٨٥) يعنى طريقا نحو المغرب وقال ابن عباس منزلا -.
حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ أى منتهى الأرض المسكونة نحو المغرب - وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ قرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر حمية بالألف غير مهمود على وزن رامية أى حارة - والباقون مهموزا بغير الف على وزن ملئة من جسئت للبرّ إذا صارت ذات حماة وهى الطينة السوداء - ولا تنافي بين القرائتين لجواز كون العين جامعة


الصفحة التالية
Icon