ج ٦، ص : ٦٦
قالُوا بتوسط مترجم لهم - وفي قراءة ابن مسعود قال الّذين من دونهم يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ قرأ هما عاصم هاهنا وفي الأنبياء مهموزين والآخرون بغير همزوهما اسمان عجميان بدليل منع الصرف وقيل عربيان من اج الظلم إذا اسرع قال البغوي من اجيج النار وهو ضؤها وشهرها شبهوا به لكثرتهم ومنع صرفهما للتعريف والتأنيث قال البغوي هم من أولاد يافث بن نوح وقال قال الضحاك هم جيل من الترك وقال قال السدى الترك سرية من يأجوج خرجت فضرب ذو القرنين السد فبقيت خارجة فجميع الترك منهم وعن قتادة انهم اثنان وعشرون قبيلة بنى ذو القرنين السد على احدى وعشرين قبيلة وبقيت قبيلة واحدة فهم الترك وسموا الترك لانهم تركوا خارجين وقال أهل التاريخ أولاد نوح ثلاثة سام وحام ويافث سام أبو العرب والعجم والروم - وحام أبو الحبشة والزنج والنوبة - ويافث أبو الترك والخزر والصعالية ويأجوج ومأجوج قال ابن عباس في رواية عطاءهم عشرة اجزاء وولد آدم كلهم جزء وروى عن حذيفة مرفوعا ان يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة اربعة مائة « ١ » الف لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى الف من صلبه كلهم حملوا السلاح وهم من ولد آدم يسيرون إلى خراب الدنيا قلت لعل معنى الحديث ان كل أمة بلغت عددهم اربع مائة الف حين سد عليهم ذو القرنين فاما بعد ذلك فإذا ولد كل رجل منهم الفا مسلحا يبلغ عددهم إلى مالا يعلم عدتهم الا اللّه تعالى ومعنى يسيرون إلى خراب الدنيا انهم إذا خرجوا من السد عند قرب القيامة يسيرون إلى خراب الدنيا واللّه اعلم - وقال البغوي وقيل هم ثلاثة اصناف صنف منهم أمثال الأرزة شجر بالشام طوله عشرون ومائة ذراع في السماء - وصنف منهم عرضه وطوله سواء عشرون ومائة ذراع وهؤلاء لا يقوم لهم جبل ولا حديد - وصنف منهم يفترش أحدهم اذنه ويلتحف بالأخرى لا يمرون بخيل ولا وحش ولا خنزير الا أكلوه ومن مات منهم
أكلوه مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان يشربون انهار المشرق وبحيرة طبرية - قلت هذا أيضا حين يخرجون من السد - قال البغوي وعن على رضى اللّه عنه انه قال منهم من طوله شبر وعرضه ذراع ومنهم من هو مفرط في الطول - وقال قال كعب هم نادرة من ولد آدم وذلك ان آدم « ٢ » احتلم ذات يوم فامتزجت نطفة بالتراب فخلق اللّه من ذلك الماء يأجوج ومأجوج فهم يتصلون بنا من جهة الأب دون الام -
_________
(١) وفي تفسير البغوي اربعة آلاف أمة وهو الصحيح ولعل ما في الأصل من غلط الناسخ واللّه تعالى أعلم ١٢ الفقير الدهلوي.
(٢) هذا مردود فان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من الشيطان والاحتلام من الشيطان هكذا في الحاشية الّتي على تفسير البغوي ١٢ الفقير الدهلوي -