ج ١، ص : ٢٣
او خبر لما بعده بمعنى انه إنذارك وعدمه سيان عليهم - والفعل وقع مخبرا عنه باعتبار المعنى التضمني أى الحدث مجازا - وانما عدل عن المصدر إلى الفعل لايهام التجدد - والهمزة وأم جردتا عن معنى الاستفهام وذكر التقرير معنى الاستواء وتأكيده - والانذار التخويف من عذاب اللّه واقتصر عليه لأن دفع الضرر أهم من جلب النفع - قرأ ورش بابدال الهمزة الثانية الفا - وقالون وابن كثير وأبو عمرو يسهّلون الثانية بين بين لكن قالون يدخل الفا بينهما مع التسهيل - وهشام يدخل الفا بينهما من غير تسهيل - والباقون يحققون الهمزتين من غير إدخال - وكذلك المقال في كل همزتين مفتوحتين في كلمة واحدة - وذكر في التيسير مذهب هشام كقالون - واما إذا اختلفتا بالفتح والكسر فى كلمة نحواء ذا كنّا ترابا فالحرميان وأبو عمرو يسهلون الثانية وقالون وأبو عمرو يدخلان قبلها الفا والباقون يحققون الهمزتين واختلف الرواية عن هشام في إدخال الالف بينهما ففى رواية يدخل مطلقا - وفي رواية لا الا في سبعة مواضع - أإنّكم في الأعراف وفصلت أإنّ لنا لاجرا في الأعراف والشعراء - وفي مريم أَإِذا ما مِتُّ - وفي الصّافّات أَإِنَّكَ وأَ إِفْكاً - وإذا اختلفتا بالفتح والضم فى كلمة فالحرميان وأبو عمرو يسهلون الثانية - وقالون يدخل بينهما الفا - وهشام كقالون في ص أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ وفي القمر أَأُلْقِيَ - وكالجمهور في ال عمران قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ والباقون يحققون ولا رابع لها - لا يُؤْمِنُونَ (٦) جملة مفسرة لاجمال ما قبلها فيما فيه الاستواء فلا محل لها أو حال مؤكدة أو بدل عنه - أو خبر انّ والجملة قبلها اعتراض بما هو علة الحكم -.
خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ - فلا تعى خيرا - والقلب هو المضغة وقد يطلق على المعرفة والعقل قال اللّه تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ - اعلم ان اللّه تعالى خالق الأشياء كلها اعراضها وجواهرها - والأسباب اسباب عادية يخلق اللّه تعالى عقيبها المسببات فاللّه سبحانه بعد استعمال الحواس من السمع والبصر وغيرهما يخلق علما بالمحسوسات وبعد استعمال الذهن فى ترتيب المقدمتين يخلق علما بالنتيجة جريا على عادته - ولو شاء لا يخلق ويتعطل الحواس ويتخبظ الذهن - ولو شاء يحصل العلم بالمحسوس ولا يفيد ذلك العلم اثرا في القلب قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان قلوب بنى آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء - ثم قال اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك - رواه مسلم عن


الصفحة التالية
Icon