ج ٦، ص : ٨٤
الى أبى بكر يسئلنه ميراثهن. فقالت عائشة أليس قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة وروى البخاري أيضا عن مالك بن أوس بن الحدثان قال انطلقت حتى ادخل على عمر فاتاه حاجبه يرفا فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد قال نعم فاذن لهم ثم قال فهل لك في على وعباس قال نعم فقال عباس يا امير المؤمنين اقض بينى وبين هذا قال أنشدكم باللّه الّذي باذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نفسه قال الارهط قد قال ذلك فاقبل على على وعبّاس فقال هل تعلمان ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ذلك والحديث وروى البخاري أيضا عن أبى هريرة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لا يقتسم ورثتى دينارا ما تركت بعد نفقه نسائى ومولة عاملى فهو صدقته وفي الباب حديث حذيفة بن اليمان وزبير بن العوام وابى الدرداء والروافض ينكرون حديث لا نورث وبه ينكرون على أبى بكر رضى اللّه عنه مع ان مقتداهم محمد بن يعقوب الكليني روى في جامعه عن أبى عبد اللّه جعفر الصادق بلفظ ان الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وانما أورثوا أحاديث من أحاديثهم الحديث وأيضا سياق الآية لا يقتضى ميراث المال حيث قال يرتنى ويرث من ال يعقوب مع انه لا يمكن ان يرث من ال يعقوب بأجمعهم ميراث المال وأيضا يبعد ان يشفق زكريا وهو نبى من الانبيا ان يرثه بنوا عمه ماله واللّه اعلم وَاجْعَلْهُ رَبِّ يا ربى رَضِيًّا (٦) أى مرضيا ترضاه قولا وعملا - أو راضيا عنك في السراء والضراء.
يا زَكَرِيَّا فيه اختصار تقديره فاستجاب اللّه دعاءه فقال يا زكريا - ولقد مرّ الخلاف في مد زكريا وقصوه في ال عمران إِنَّا نُبَشِّرُكَ قد مرّ الخلاف في الشديد والتخفيف فيه في ال عمران بِغُلامٍ ولد ذكر يرثك كما سألت اسْمُهُ يَحْيى صفة لغلام تولى اللّه سبحانه تسمينه تشريفا له لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (٧) حال أو صفية بعد صفة لغلام قال قتادة والكلبي لم يسم أحد بيحيى قبله وفيه دليل على ان التسمية بالأسامي الغريبة تعظيم للمسمى وقال سعيد بن جبير وعطاء أى لم نجعل له شبيها ومثلا كما قال اللّه تعالى هَلْ تَعْلَمُ له سميّا قال البغوي ومعنى؟؟؟ انه لم يكن له مثل انه لم يعص اللّه ولم يهم بمعصيته - قلت لعل المراد منه اجتماع اكثر الفضائل وان كان بعضها موجبا للفضل الجزئى ككونه حصورا وليس المراد كونه أفضل ممن قبله فضلّا عليا لأن الخليل والكليم كانا قبله وكانا أفضل منه - وقال على بن أبى


الصفحة التالية
Icon