ج ٦، ص : ٩٦
فرق في امر عيسى قالت النسطورية انه ابن اللّه - وقالت اليعقوبية انه هو اللّه هبط إلى الأرض ثم صعد إلى السماء وقالت الملكائية هو عبد اللّه ورسوله وجملة فاختاف معطوفة على قال عيسى مِنْ بَيْنِهِمْ كلمة من زائدة والظرف متعلق باختلف - والمعنى من بين أصحابه أو من بين قومه أو من بين الناس فَوَيْلٌ الفاء للسببية ووبل في الأصل مصدر منصوب معناه هلكوا هلاكا - ثم نقلت الجملة من الفعلية إلى الاسمية ورفع على الابتداء للدلالة على الاستقرار نحو سلام عليكم لِلَّذِينَ كَفَرُوا كان في الأصل متعلقا بالمصدر ثم جعل ظرفا مستقرا خبرا للمبتدا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧) متعلق بويل أى من شهود يوم عظيم هو له وحسابه وجزاؤه وهو يوم القيامة أو من وقت الشهود أو من مكانه فيه - أو من شهادة ذلك اليوم عليهم وهو ان يشهد عليهم الملائكة والأنبياء وامة محمد صلى اللّه عليه وسلم وألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بالفسوق والكفر - أو من وقت الشهادة عليهم أو من مكانها - وقيل هو ما شهدوا به في عيسى -.
أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا يعنى يوم القيامة صيغة التعجب واللّه تعالى لا يوصف بالتعجب فالجمهور على ان المراد ان أسماعهم أبصارهم يوم القيامة جدير بان يتعجب منها لاجل شدة استماعهم وأبصارهم الحق حين لا ينفعهم الاستماع والابصار بعد ما كانوا صمّا وعميا في الدنيا منه حين كان ينفعهم لو سمعوا وابصروا - أو تهديد بما سيسمعون ويبصرون يومئذ مما أو عدوا به ولم يسمعوا الانذار في الدنيا والجار والجرور في محل الرفع بصيغة التعجب - وقيل هو صيغة امر امر اللّه نبيه صلى اللّه عليه وسلم ان يسمعهم ويبصرهم مواعيد ذلك اليوم والجار والمجرور على هذا في محل النصب لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ أى في الدنيا طرف متعلق بالظرف المستقر اعنى قوله فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٨) وضع الظالمين موضع الضمير اشعارا بانّهم ظلموا - حيث لم يستعملوا الاسماع والابصار حين كان ينفعهم واغفلوا أنفسهم - وسجل على إغفالهم بانهم في ضلال مبين -.
وَأَنْذِرْهُمْ يا محمد يَوْمَ الْحَسْرَةِ مفعول ثان لانذرهم - وجملة انذرهم معترضة أو معطوفة على فاختلف بتقدير قلنا أى وقلنا لك انذرهم يوم الحسرة إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ أو بدل من اليوم أو ظرف للحسرة وذلك إذا فرغ من الحسابء ادخل أهل الجنة الجنة واهل النار النار وذبح الموت عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادى بناد يا أهل الجنة فيشرفون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا قالوا هذا الموت وكلهم قدراؤه -


الصفحة التالية
Icon