ج ٦، ص : ١١٢
ما رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بسند لا بأس به عن معاذ بن أنس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم انه قال من حرس وراء المسلمين في سبيل اللّه متطوعا لا بأخذ السلطان لم ير النار بعينه الا تحلة القسم وان اللّه تعالى يقول وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها - قلنا اطلاق الورود على الاشراف والحضور والروية تجوز لا يجوز ارتكابه الا لضرورة ولا ضرورة هاهنا ويأبى عن هذا التأويل قوله تعالى ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا لأن الانجاء والترك فيها لا يتصور الا بعد الدخول ولا دليل في الحديث على عدم الدخول فانه يثبت الروية تحلة القسم ولا ينفى الدخول ومعنى قوله تعالى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ بعد ورودهم لا يسمعون حسيسها إذ ابعدوا - وقيل لا يسمعون حسيسها عند ورودهم النار لأن اللّه تعالى يجعلها عليهم بردا وسلما - أخرج هناد والطبراني والبيهقي عن خالد بن معدان قال إذا ادخل أهل الجنة الجنة قالوا ربنا الم تعدنا انا نرد النار - قال بلى ولكنّكم مررتم عليها وهى خامدة وأخرج ابن عدى والطبراني عن يعلى بن امية عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال تقول النار للمؤمن يوم القيامة جزيا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبى ولنا على كون الورود بمعنى الدخول ولو على سبيل المرور ما أخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي عن أبى سميّه قال اختلفنا في الورود فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن - وقال بعضنا يدخلونها جميعا ثمّ ننجى الّذين اتّقوا فلقيت جابر بن عبد اللّه فذكرت له فقال وأهوى بإصبعيه إلى اذنيه صمننا ان لم أكن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لا يبقى بر ولا فاجر الا دخلها - فيكون على المؤمن بردا وسلما كما كانت على ابراهيم - حتى ان للنار ضجيجا من بردهم ثمّ ننجّى الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيّا - وذكر البغوي انه روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار ان نافع بن الأزرق « ١ »
ما روى عن ابن عباس رضى اللّه عنه في معنى الورود - فقال ابن عباس هو الدخول وقال نافع ليس الورود الدخول فتلا ابن عباس انّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم أنتم لها واردون - أدخلها هؤلاء أم لاثم قال يا نافع اما أنت وانا سنروها وانا أرجو ان يخرجنى اللّه وما ارى اللّه ليخرجك بتكذيبك - وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقي عن مجاهد قال خاصم نافع بن الأزرق فذكر نحو ذلك وقال قراح ابن عباس انّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم وأنتم
_________
(١) هكذا في تفسير البغوي وامّا في اصل المفسر رح فهكذا نافع الأزرق خاصم وهو تصحيف ١٢ الفقير الدهلوي