ج ٦، ص : ١٦٣
كل بناء اكثر من هذا (و أشار بيده على راسه) فهو وبال على صاحبه يوم القيامة فبلغ صاحب القبة فهدمها - وأخرج الطبراني نحوه من حديث واسلة بن الأسقع قال المندرى وله شواهد وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن مسعود ان النبي صلى اللّه عليه وسلم مر على بئر يسقى عليها فقال ان صاحب هذا البئر يحملها يوم القيامة ان لم يؤد حقها -.
يَوْمَ يُنْفَخُ قرأ أبو عمرو بالنون المفتوحة وضم الفاء على صيغة المتكلم المعروف - والباقون بالياء المضمومة وفتح الفاء على صيغة الغائب المجهول فِي الصُّورِ عن ابن عمران اعرابيّا سال النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الصور فقال قرن ينفخ فيه رواه أبو داود والترمذي وحسنه النسائي وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي وابن المبارك وكذا أخرج مسدد عن ابن مسعود وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً (١٠٢) حال من المجرمين أى زرق العيون والزرقة هى الخضرة في سواد العين وصفهم بذلك لأنه أسوأ ألوان العين وأبغضها إلى العرب - لأن الروم كانوا اعداء أعدائهم وهم كانوا زرق العيون فيحشر الكافر زرق العيون سود الوجوه وقيل المراد بقوله زرقا عميا لأن حدقة الأعمى تزرق - وهذا التأويل يوافق قوله تعالى وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى - وقيل المراد عطاشا.
يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ حال من المجرمين أو مستانفة يتكلمون بينهم خفية لما ملا صدورهم من الرعب والهول إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً (١٠٣) مفعول ليتخافتون يعنى يتكلمون سرّا ما لبثتم في الدنيا زمانا الا عشر ليال يستقصرون مدة لبثهم في الدنيا لزوالها أو لاستطالتهم مدة الاخرة أو لتاسّفهم عليها لما عاينوا الشدائد وعلموا انهم استحقوها على اضاعتها في قضاء الأوطار واتباع الشهوات - وقيل ما لبثتم في القبور الا عشرا - وقيل بين النفختين وهو أربعون سنة لأن العذاب يرفع عنهم بين النفختين وجاز ان تكون جملة ان لبثتم بتقدير يقولون عطف بيان أو بدلا من يتخافتون أو خالا من فاعله.
نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ فيه جملة معترضة يعنى ليس الأمر كما قالوا إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً أى أوفاهم عقلا واعدلهم قولا أو عملا إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً (١٠٤) رحج اللّه تعالى قول هذا القائل لكون مدة عمر الدنيا بالنسبة إلى طول الاخرة أو لوجوه اخر اقل من نسبة عشر ليال


الصفحة التالية
Icon