ج ٦، ص : ١٧٩
ما يشهد عليها - قرأ نافع وأبو عمرو وحفص تأتهم بالتاء لتانيث الفاعل والباقون بالياء التحنية لتقدّم الفعل وكون التأنيث غير حقيقى - وقيل معناه ا ولم تأتهم بيان ما في الصحف الاولى من أبناء الأمم انهم اقترحوا الآيات فلما أتتهم ولم يومنوا بها كيف عجلنا بهم العذاب وأهلكنا هم فما يومنوا منهم ان أتتهم الآيات المقترحة ان يكون حالهم كحال أولئك -.
وَلَوْ ثبت أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ يعنى كفار قريش لاجل اشراكهم باللّه بِعَذابٍ متعلق باهلكنا مِنْ قَبْلِهِ يعنى بعذاب نازل من قبل بعثة محمد صلى اللّه عليه وسلم أو من قبل البينة والتذكير لانها في معنى البرهان لَقالُوا يوم القيامة رَبَّنا أى يا ربنا لَوْ لا هلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا يدعونا إلى التوحيد فَنَتَّبِعَ منصوب بتقدير ان بعد الفاء في جواب لتخضيض فانه بمعنى الاستفهام آياتِكَ المنزلة على الرسول مِنْ قَبْلِ ظرف لنتبع أَنْ نَذِلَّ بالقتل والسبي في الدنيا وَنَخْزى (١٣٤) بدخول النار يوم القيامة أو بان نذلّ يوم القيامة ونخزى في جهنم - مسئلة - هذه الآية تدل على ان الايمان باللّه والتوحيد واجب على العقلاء قبل بعثة الرسل والكفر حينئذ كان سببا لاستحقاق العذاب وانما بعث الرسل لا تمام الحجة وقطع المعذرة ولمزيد الفضل وبه قال أبو حنيفة رحمه اللّه خلافا للشافعى رحمه اللّه -.
قُلْ يا محمد كلام مستانف كُلٌّ أى كل واحد منا ومنكم مُتَرَبِّصٌ منتظر لما يؤل إليه أمرنا وأمركم فَتَرَبَّصُوا وذلك وان المشركين قالوا نتربص بمحمد حوادث الدهر وإذا مات تخلصنا يعنى انتظروا فَسَتَعْلَمُونَ يوم القيامة مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ أى الطريق الموصل إلى الجنة وَمَنِ اهْتَدى (١٣٥) من الضلالة أو اهتدى إلى النعيم المقيم - ومن في الموضعين للاستفهام ومحلها الرفع بالابتداء ويجوز ان تكون الثانية موصولة بخلاف الاولى لعدم العائد فتكون معطوفة على محل الجملة الاستفهامية المعلق عنها الفعل - على ان العلم بمعنى المعرفة - أو على اصحب الصراط أو على الصراط على ان المراد به النبي صلى اللّه عليه وسلم - حمزة والكسائي يميلان اواخر هذه السورة من قوله تعالى لتشقى إلى آخرها قوله ومن اهتدى - وأبو عمر ويمين من ذلك ما فيه راء نحو قوله تعالى الثّراى ومن


الصفحة التالية
Icon