ج ٦، ص : ٢٠٠
جئت لخمس خلون من الشهر قيل وضع الميزان تمثيل لارصاد الحساب السوي والجزاء على حسب الأعمال وهذا التأويل غير مقبول عند أهل السنة لعله من كلام أهل الهواء والصحيح ان الميزان على حقيقته أخرج ابن المبارك في الزهد والآجري في الشريعة عن سلمان موقوفا وأبو الشيخ ابن حبان في تفسيره من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال الميزان له لسان وكفتان وأخرج ابن مردوية في تفسيره عن عائشة قالت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول خلق اللّه عزّ وجلّ كفتى الميزان مثل السماء والأرض الحديث وأخرج بيهقى في البعث عن ابن عمر عن عمر ابن الخطاب في حديث سوال جبريل عن الايمان قال يا محمد ما الايمان قال ان تومن باللّه وملئكته ورسله وتومن بالجنة والنار والميزان وتومن بالبعث بعد الموت بالقدر خيره وشره قال فإذا فعلت فانا مومن قال نعم قال صدقت وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه على شرط مسلم عن سلمان عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت الحديث وأخرج الترمذي وحسنه والبيهقي عن أنس قال سألت النبي صلى اللّه عليه وسلم ان يشفع لى يوم القيامة قال انا فاعل قلت يا رسول اللّه فاين أطلبك قال اطلبنى أول ما تطلبنى على الصراط قلت فان لم القك على الصراط قال فاطلبنى عند الميزان قلت فان لم القك عند الميزان قال فاطلبنى عند الحوض فانى لا أخطى هذه المواطن الثلاثة وأخرج الحاكم والبيهقي والا جرى عن عائشة قالت قلت يا رسول اللّه هل تذكرون أهليكم يوم القيامة قال في ثلث مواطن فلا يذكر أحد أحدا حيث يوضع الميزان حتى يعلم يثقل ميزانه أو يخف وحيث تطار الكتب حتى يعلم اين يقع كتابه في يمينه أو في شماله أو من وراء ظهره وحيث يوضع الصراط حتى يعلم ان ينجوا اولا وقد ورد في الميزان أحاديث كثيرة ذكرنا بعضها في السورة القارعة في تفسير قوله تعالى فمن ثقلت موازينه فهو
في عيشة راضية الآية وذكر البغوي انه روى ان داود عليه السّلام سأل ربه ان يريه الميزان فاراه كل كفة ما بين المشرق والمغرب فغشى عليه ثم أفاق فقال يا الهى من الّذي يقدر ان يملا كفة حسناته فقال يا داود انّى إذا رضيت عن عبدى ملأتها بتمرة وأورد لفظ الجمع فقال وتضع الموازين قال النسفي في بحر الكلام اما لأن يكون لكل انسان ميزان علمحدة أو لأن الجمع يذكر ويراد به الواحد تفخيما وتعظيما كما في قوله تعالى فنادته الملئكة وهو جبرئيل وقال اللّه تعالى يا أيها الرسل كلوا من الطيبات والمراد به محمد صلى اللّه عليه وسلم وجاز ان يعتبر كل جزء