ج ٦، ص : ٢٣٤
انّى كنت من الظّالمين لم يدع بها رجل مسلم في شيء الا استجاب له - رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه من حديث سعد بن أبى وقاص وفي لفظ الحاكم الا أخبركم بشيء إذا نزل بأحد منكم كرب أو بلاء فدعابه الا فرج اللّه عنه قيل بلى يا رسول اللّه قال دعاها ذى النون لا اله الّا أنت سبحنك انّى كنت من الظّالمين - ورواه ابن جرير بلفظ اسم اللّه الّذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به اعطى لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ وقد ذكرنا في مفتتح سورة ال عمران ان اسم اللّه الأعظم هو التهليل يعنى النفي والإثبات - وان لا اله الا هو ولا اله إلا أنت ارفع درجة من لا اله الا اللّه لأن الضمائر وضعت للذات البحت - قلت ثم لا اله الا أنت ارفع درجة من لا اله الا هو لدلالة ضمير الخطاب على كمال الحضور واللّه اعلم - قرأ ابن عامر وأبو بكر بتشديد الجيم وتسلين الياء على ان أصله ننجى مضارع باب التفعيل حذفت منه النون الثانية لاجتماع المثلين كما تحذف التاء في تتظاهرون فيقال تظاهرون؟؟؟ هى وان كانت فاء فحذفها اولى من حذف علامة المضارع الّتي لمعنى - ولا يقدح اختلاف حركتى النونين فان الداعي إلى الحذف اجتماع المثلين مع تعذر الإدغام - وامتنع الحذف في تتجافى لخوف اللبس وقيل أصله نجىّ على انه ماض مبنى للمفعول أسند إلى الصدر - وقال البيضاوي وهذا الوجه مردود بان الفعل لا يسند إلى المصدر إذا كان المفعول مذكورا والماضي لا يسكن آخره - وأجيب بانه اسناد الفعل إلى المصدر مع وجود المفعول شاذّ والشاذّ لا يمتنع وقوعه في القرآن لفصاحته - وقد تسكن الياء المفتوحة كما سكنوا في بقي فقالوا بقي ونحوها - وقرأ الجمهور بنونين من الافعال وفي الخط الرسم بنون واحدة لأن النون الثانية ساكنة والساكن غير ظاهر على اللسان فحذفت في الخط كما حذفوا النون في الّا وأصله ان لا لخفائها - قال البغوي اختلفوا في ان رسالة
يونس متى كانت روى سعيد ابن جبير عن ابن عباس ان اللّه تعالى أرسله بعد ان أخرجه من بطن الحوت بدليل ما ورد في سورة الصافات فنبذنه بالعراء وهو سقيم ثم ذكر بعده وأرسلناه إلى مائة الف أو يزيدون - وقال الآخرون انه أرسل قبل ذلك بدليل قوله تعالى وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
- قلت والاستدلال بقوله وأرسلناه