ج ٦، ص : ٢٦٨
لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربه في الآخرة ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم
يشرب بها في الآخرة وأخرج الطيالسي بسند صحيح والنسائي وابن حبان والحاكم عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وان دخل الجنة لم يلبسه وأخرج ابن أبى حاتم وابن أبى الدنيا عن أبى امامة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ما منكم من أحد الا انطلق به إلى طوبى فيفتح له أكمامها فياخذ من أى ذلك شاء ان شاء ابيض وان شاء احمر وان شاء اخضر وان شاء اصفر وان شاء اسود مثل شقاق النعمان وارق واحسن وأخرج أيضا عن كعب قال لو ان ثوبا من ثياب الجنة لبس في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم وأخرج الصابوني في المائتن عن عكرمة قال ان الرجل من أهل الجنة ليلبس الحلة فتكون من ساعته سبعون لونا وأخرج مسلم عن أبى هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال من يدخل الجنة فنعم فيها لا يباس ولابتلى ثيابه ولا يفنى شبابه.
وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ حال بتقدير قد من الموصول المفعول ليدخل يعنى والحال انهم قد هدوا في الدنيا إلى الطيب من القول يعنى شهادة ان لا اله الا اللّه واللّه اكبر والحمد للّه كذا قال ابن عباس وقال السدى يعنى هدوا إلى القرآن وقيل الماضي هاهنا بمعنى المستقبل يعنى ويهدون في الجنة إلى الطيب من القول وهو قولهم الحمد للّه الّذي صدقنا وعده وَهُدُوا أى قد هدوا في الدنيا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ أى إلى دين اللّه وهو الإسلام والحميد هو اللّه المستحق للحمد لذاته أو المعنى ويهدون إلى صراط الجنة الّتي هى الحميد.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أى يمنعون الناس من ان يدخلوا في دين الإسلام لا يريد بالمضارع حالا ولا استقبالا وانما يريد استمرار الصدّ كقولهم فلان يعطى ويمنع ولذلك حسن عطفه على الماضي وقيل هو حال من فاعل كفروا وخبر ان محذوف دل عليه اخر الآية ان نذقه من عذاب اليم وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ عطف على سبيل اللّه أو على اسم اللّه والمراد بالمسجد الحرام المسجد خاصة عند الشافعي وعند أبى حنيفة رحمه اللّه الحرم كله كما في قوله تعالى سبحان الّذي اسرى بعبده ليلا من المسجد