ج ١، ص : ٢٥
وقيل من التعذيب بمعنى ازالة العذب - والعظيم ضد الحقير يعنى إذا قيس مع ما يجانسه قصر عنه جميعه -.
وَمِنَ النَّاسِ روى عن أبى عمرو امالة فتح النّاس في موضع الجر حيث وقع بخلاف عنه وصلا ووقفا مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ أى بيوم القيامة نزلت في المنافقين عبد اللّه بن أبى بن سلول - ومعتب بن قشير - وجدّ بن قيس وأصحابهم وأكثرهم من اليهود - والناس أصله أناس فحذفت الهمزة وعوض عنها حرف التعريف ولذا لا يجمع بينهما - جمع انسان - وقيل اسم جمع إذ لم يثبت فعال من ابنية الجمع - مشتق من أنس لانهم يستأنسون بينهم - أو أنس لانهم ظاهرون مبصرون - كما سمّى الجنّ لاجتنانهم واللام فيه للجنس ومن موصوفة إذ لا عهد - وقيل للعهد والمعهود هم الذين كفروا - أو من موصولة أريد بها ابن أبى وأمثاله حيث دخلوا في الكفار المختوم على قلوبهم واختصوا بزيادة الخداع - وتخصيص الذكر بالايمان باللّه واليوم الاخر لما هو مقصود الأعظم من الايمان وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨) انكار لما ادعوه وكان أصله وما أمنوا حتى يطابق قولهم في تصريح الفعل دون الفاعل لكنه عكس مبالغة في التكذيب لأن إخراجهم من المؤمنين ابلغ من نفى الايمان في ماضى الزمان ولذلك أكد النفي بالباء.
يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا - الخدع ان توهم غيرك خلاف ما تخفيه من المكروه - من قولهم خدع الضب إذا توارى في حجره وأصله الإخفاء - وخداعهم مع اللّه أى مع رسوله بحذف المضاف - أو من حيث ان معاملتهم مع الرسول معاملتهم مع اللّه من حيث انه خليفته قال عز وجل - مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ - وقال عز من قائل - الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ - وهو بمعنى يخدعون وصيغة المفاعلة للمبالغة فان الفعل مع المقابل ابلغ أو ان صورة صنيعهم مع اللّه من اظهار الايمان مع ابطان الكفر وصنع اللّه معهم بإجراء احكام الإسلام عليهم مع انهم أخبث الكفار وامتثال الرسول صلى اللّه عليه وسلم والمؤمنين امر اللّه في إخفاء حالهم واجراء احكام الإسلام عليهم صورت صنيع المتخادعين وهو بيان ليقول أو استيناف بذكر ما هو الغرض منه - وَما يَخْدَعُونَ - قراءة الحرميين وابى عمرو وما يخادعون إِلَّا أَنْفُسَهُمْ فانه لا يخفى على اللّه خافية - وهو يطلع نبيه صلى اللّه عليه وسلم والمؤمنين فهم غروا أنفسهم حيث