ج ٦، ص : ٢٩٨
فيه امّه ضعيف ثم لو ثبت الأمر بالصوم تحمله على ان عمر كان قد نذر بالاعتكاف والصوم جميعا وسال عنهما فبسقط ذكر الصوم من الراوي في رواية السؤال كما سقط ذكر الصوم عن الجواب في اكثر الطرق وأصحها - وما رواه الدار قطنى بسنده عن سعيد بن بشير عن عبد اللّه « ١ » بن عمر عن نافع عن ابن عمر ان عمر نذر ان يعتكف في الشرك ويصوم فسال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد إسلامه فقال أوف بنذرك - قال قيل قال عبد الحق تفرد به سعيد بن بشير قال ابن الجوزي قال يحيى وابن نمير ليس بشيء قلنا قال الحافظ هو مختلف فيه وقال الذهبي سعيد بن بشير صاحب قتادة وثقة شعبة وقال البخاري يتكلم في حفظه وقيل كان قدريّا قلت ولا شك ان سعيد بن بشير ليس أضعف من ابن بديل - واحتج الشافعي واحمد بحديث ابن عباس ان النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ليس على المعتكف صيام الا ان يجعله على نفسه - رواه الحاكم وصححه ولم يطعن فيه ابن الجوزي واحتج البخاري بحديث ابن عمر ان عمر سال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال كنت نذرت في الجاهلية ان اعتكف ليلة في المسجد الحرام قال فاوف بنذرك - متفق عليه وجه الاستدلال ان الليل ليس وقتا للصوم واعترض عليه بين في رواية شعبة عن عبيد اللّه عند مسلم يوما بدل ليلة - فجمع ابن حبان وغيره بين الروايتين بانه ندر اعتكاف يوم وليلة فمن اطلق يوما أراد بليلتها ومن اطلق ليلة أراد بيومها - وأجيب بان رواية من روى يوما شاذ أو نقول لما نذر اعتكاف يوم ولم يأمره النبي صلى اللّه عليه وسلم بالصوم دل على ان الصوم ليس بشرط - ومن الحجة في الباب حديث عبد اللّه بن أنيس قال قلت يا رسول اللّه ان لى بادية أكون فيها وانا أصلي فيها بحمد اللّه فمرنى بليلة أنزلها إلى هذا المسجد فقال انزل ليلة ثلاث وعشرين فقيل لابنه كيف كان أبوك يصنع قال كان يدخل المسجد أصلي العصر فلا يخرج منه لحاجة حتى يصلى الصبح فإذا صلى الصبح وجد
دابته على باب المسجد فجلس عليها ولحق بباديته - رواه أبو داود وهذا صريح في جواز الاعتكاف ليلا - لا يقال لا نسميه اعتكافا لانا نقول لا مشاحة لنا في الاصطلاح بعد ما ثبت - ان اللبث في المسجد بنية التقرب طاعة والطاعة تجب بالنذر مسئلة من نذر ان يعتكف رمضان لزمه ولا يلغو اشتراط رمضان لما ثبت ان الطاعة في رمضان اكثر ثوابا من الطاعة في غيره قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من تقرب فيه اى
_________
(١) كذا في الأصل وفي شرح معانى الدار للطحاوى عبد اللّه بن عمر إلخ ١٢ - الفقير الدهلوي -


الصفحة التالية
Icon