ج ٦، ص : ٣١٦
فى تفسير قوله تعالى وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى في سورة البقرة - (فصل) وآداب الطواف انه إذا راى البيت كبر وهلل ودعا روى الطبراني ان الدعاء مستجاب عند رؤية الكعبة - ثم استقبل الحجر وكبر وهلل وقبّله لشفتيه ان عط قدر غير مؤذ - روى البخاري عن ابن عمر انه صلى اللّه عليه وسلم كان يستلمه ويقبّله وروى الشافعي مرفوعا وضع شفتيه عليه طويلا - وعند ابن ماجة وضع عليه شفتيه يبكى طويلا - وعند الحاكم قبّله وسجد « ١ » عليه - وان عط لم يقدر يمس شيئا وقبله لما موّ انه صلى اللّه عليه وسلم طاف على بعيره يستلم الركن بمحجنه وان عط عجز استقبله عن سعيد بن المسيب عن عمر انه صلى اللّه عليه وسلم قال له انك رجل قوى لا تزاحم على الحجر فتؤذى الضعيف ان وجدت خلوة فاستلمه والا فاستقبله وكبر وهلل - رواه أحمد - (مسئلة) وإذا اتى الركن اليماني استلم عند الجمهور وعند أبى حنيفة استلام الركن اليماني مستحب ليس بسنة وفي الصحيحين عن ابن عمر رايت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يستلمهما يعنى الحجر الأسود والركن اليماني - وروى الدار قطنى مرفوعا كان يقبّل الركن اليماني ويضع عليه خده - وروى ابن ماجة عن أبى هريرة مرفوعا وكّل يعنى بالركن اليماني سبعون ملكا فمن قال اللهمّ انى أسئلك العفو والعافية في الدنيا والاخرة ربّنا اتنا في الدّنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النّار قالوا أمين (مسئلة) ويرمل في الثلاثة الأول من أشواط طواف القدوم مضطبعا « ٢ » وهو سنة من الحجر إلى الحجر صح عنه صلى اللّه عليه وسلم انه رمل من الحجر إلى الحجر
ثلاثا ومشى أربعا وكلما مرّ بالحجر والركن فعل كما فعل أول مرة وختم الطواف باستلام الحجر - كذا صح عنه صلى اللّه عليه وسلم ثم يصلى شفعا عند المقام ويقرا قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ والإخلاص ثم يرجع فيستلم الحجر ويكبّر ويهلّل - روى
_________
(١) عن ابن عباس قال رايت عمر بن الخطاب قبّل الحجر وسجد عليه ثم قال رايت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فعل هذا - منه رح.
(٢) والاضطباع ان يدخل جانب ردائه الايمن تحت إبطه الايمن ويلقيه على كتفه اليسرى فتكون كتفه اليمنى مكشوفة - الفقير الدهلوي -


الصفحة التالية
Icon