ج ٦، ص : ٤٠١
قل ربّ امّا ترينّى.
حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ حتى ابتدائية متعلق بقوله يصفون أو بقوله كذبون قالَ يعنى إذا رأى مقعده من الجنة لو أمن ثم مقعده من النار ويقال له قد أبدل اللّه لك هذا بذلك لاجل كفرك قال رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) قرأ يعقوب بالياء وصلا ووقفا والباقون بلا ياء في الحالين يعنى ارجعنى إلى الدنيا - أورد ضمير الجمع للتعظيم وقيل لتكرير الفعل أصله ارجعنى ارجعنى كما قيل في قفار واطرقا - وقيل هذا خطاب مع الملائكة الذين يقبضون روحه - ابتدأ بخطاب اللّه تعالى لانهم استغاثوا اولا باللّه تعالى ثم رجعوا إلى مسئلة الملائكة الرجوع إلى الدنيا.
لَعَلِّي قرأ الكوفيون ويعقوب بسكون الياء والباقون بفتحها أَعْمَلُ صالِحاً أى عملا صالحا منصوب على المفعولية أو على المصدرية فِيما تَرَكْتُ أى في الايمان الّذي تركته أى لعلى اتى بالايمان واعمل فيه صالحا - وقيل فيما تركت أى في المال أو في الدنيا فعلى هذا فيما تركت ظرف كما هو الظاهر - وقيل ما تركت مفعول به وفي زائدة أى اعمل ما تركت حال كونه صالحا من الايمان وغيره أو عملا صالحا بلا فساد - أخرج ابن جرير من حديث ابن جريج ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا نرجعك إلى الدنيا فيقول إلى دار الهموم والأحزان بل قدوما إلى اللّه - واما الكافر فيقول ربّ ارجعون وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه ومن كره لقاء اللّه كره اللّه لقاءه فقالت عائشة أو بعض أزواجه انا لنكره الموت قال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان اللّه وكرامته فليس شيء أحب إليه « ١ » ممّا امامه فاحب لقاء اللّه وأحب اللّه لقاءه - واما الكافر إذا حضر بشر بعذاب اللّه وعقوبته فليس شيء اكره إليه ممّا امامه فكره لقاء اللّه وكره اللّه لقاءه كَلَّا ردع من طلب الرجعة واستبعاد
_________
(١) وفي الأصل من امامه ١٢.